حكايات الثلاثاء…المرأة التي قالت لهدى شعراوي: أنت ليس لك مبادىء؟ الكاتب أشرف توفيق


 

حكايات الثلاثاء
المرأة التي قالت لهدى شعراوي: أنت ليس لك مبادىء؟!
أشرف مصطفى توفيق

  • امرأة لم تجرب الحب.. امرأة لا أصدق لها ما تقول!!
  • إذا لم تطبق مبادئك على نفسك.. فأنت ليس لك مبادئ!!
  • يا زعيم الأمة إنها تطلب من الملك التدخل ضدي!
    هذه أقوال المطربة الممثلة فاطمة سري، ضد الزعيمة النسائية هدى شعراوي.
    أما السبب فهو ابن الزعيمة “محمد شعراوي” الذي أحب الممثلة وطاردها وضايقها وارتكب معها الفاحشة وأغواها بماله وجاهه؛ فأحبته!! وبهذا الحب وضعت علامة (×) على كل ما كانت تنادي به هدى شعراوي للمرأة؛ فقد قالت له: تتزوج راقصة؟! هو فيه مطربة ولا ممثلة شريفة؟! حب إيه ده اللي ينسيك مستقبلك، ده أنت ممكن تكون وزير؟! ثم حاولت الزعيمة إغواءها بالمال فأعطتها المطربة درسًا في الأخلاق!! أرسلت لها علي بك سعد الدين (سكرتير وزارة الأشغال) بألف جنيه، فقالت له: وهل هذا يرضي الله؟! فانصرف، وأرسلت لها المحامي الكبير “الهلباوي بك” بأربعة آلاف فألقتها في وجهه، وقالت له: أنت محام أم قواد؟.. إنني في إمكاني أن أنكر نسبي لابنة محمد الشعراوي، ولكنني أخاف إلهًا عادلاً سيحاسبني يومًا عن حقوقها، ثم أني أريد أباها نفسه أن ينكر النسب، وأظهرت له ورقة.

إقــــــــــــرار
“أقر أنا الموقع على هذا محمد علي شعراوي نجل المرحوم علي باشا شعراوي من ذوي الأملاك ويقيم بالمنزل رقم 2 شارع قصر النيل قسم عابدين بمصر، أنني تزوجت السيدة فاطمة كريمة سيد بك المرواني المشهورة باسم فاطمة سري من تاريخ أول سبتمبر سنة 1924 ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين أفرنكية، وعاشرتها معاشرة الأزواج، ومازلت معاشرًا لها حتى الآن، وقد حملت مني حملاً مستكنًا في بطنها الآن فإذا انفصل حيًا فهذا ابني، وهذا إقرار مني بذلك، وأنا متصف بكافة الأوصاف المعتبرة بصحة الإقرار شرعَا وقانونًا وهذا الإقرار حجة عليّ تطبيقًا للمادة 135 من لائحة المحاكم الشرعية، وإن كان عقد زواجي بها لم يعتبر، إلا أنه صحيح شرعي مستوف لجميع شرائط صحة عقد الزواج المعتبرة شرعًا”.
محمد علي شعراوي
القاهرة في 15 يونيو 1925
وأعلن الصراع بين المطربة والزعيمة، ولكن الغريب تبادل الأسلحة، المطربة تستخدم المبادئ التي تنادي بها هدى شعراوي، وهدى شعراوي تستخدم أسلحة المغنواتية “نعم.. يا عمر” وهات يا ردح.
– أنا اسمي فاطمة سري ولم أغير اسمي لفاطمة شعراوي كما فعلت حماتي اسمها نور الهدى سلطان وتزوجت علي باشا شعراوي فأصبح اسمها هدى شعراوي!!
– إذا كانت تدعي أني لا أحب محمد شعراوي؛ فلتقل لي هل كانت تحب هي علي باشا شعراوي الذي تزوج قبلها، وكان فرق السن بينهما 40 سنة!!
– إذا لم أكن ربيت.. فأنت لم تحسني تربية ابنك.. لقد خطفني في سيارة وأنت تعلمين!!
وقالت هدى شعراوي: القذرة.. بتاعة مين.. ومين.. ومين.. إن لها ملفا في الآداب.
وكتبت فاطمة سري خطاب إلى هدى شعراوي، أما نصه فقد نشره مصطفى أمين في كتابه “شخصيات لا تنسى”.
سيدتي:
“سلامًا وبعد، إن اعتقادي بك وبعدلك، ودفاعك عن حق المرأة يدفعني كل ذلك إلى التقدم إليك طالبة الإنصاف، وبذلك تقدمين للعالم برهانًا على صدق دفاعك عن حق المرأة، ويمكنك حقيقة أن تسيري على رأس النساء مطالبة بحقوقهن، ولو كان الأمر مقصورًا عليّ لما أحرجك مركزك، إنك أم تخافين على ولدك العزيز أن تلعب به أيدي النساء، وتخافين على مستقبله من عشرتهن، وعلى سمعته من أن يقال أنه متزوج امرأة كانت فيما مضى من الزمان تغني على المسارح، ولك حق إن عجزت عن تقديم ذلك البرهان الصارم على نفسك، لأنه يصيب من عظمتك وجاهك وشرف عائلتك كما تظنون يا معشر الأغنياء، ولكن هناك طفلة مسكينة هي ابنتي وحفيدتك، ابنة نجلك العزيز، والله يعلم وهو يعلم، ومن يلقي عليها نظرة، وحده يعلم ويتحقق من أنها لم تدنس ولادتها بدم آخر، والله شهيد، وطالبت بحق هذه الطفلة المعترف بها ابنك كتابيًا، قبل أن يتحول عني وينكرها وينكرني، فلم أجد من يسمع لندائي وما مطالبتي بحقها وحقي كزوجة طامعة في مالكم، كلاّ! والله فقد عشت قبل معرفتي بابنك، وكنت منزهة محبوبة كممثلة تكسب كثيرًا، وربما أكثر مما كان يعطيه لي ابنك، وكنت متمتعة بالحرية المطلقة وأنت أدرى بلذة الحرية المطلقة التي تدافعين عنها، ثم عرفت ابنك فاضطرني أن أترك عملي وأنزوي في بيتي، فأطعته غير طامعة بأكثر مما كان يجود به، وما كنت لأطمع أن أتزوج منه، ولا أن ألد منها ولدًا، ولكن هذه غلطة واسأليه عنها أمامي، وهو الذي يتحمل مسئوليتها، فقد كنت ادفع عن نفسي مسألة الحمل مرارًا وتكرارًا، حتى وقع ما لم يكن في حسابي هذه هي الحقيقة الواقعة وانتهى الأمر”.
وفي الجمعيات النسائية كان النساء يقلن: “يخلق من ظهر العالم فاسد، هدى شعراوي تنجب ولدا بهذا السوء”، أما قصة هذا الحب فلها بداية، فقد حدث ذات يوم أن دق جرس التليفون في منزل المطربة الممثلة فاطمة سري، وقال المتحدث أنه إبراهيم الهلباوي بك المحامي المشهور، وأن زعيمة النهضة النسائية تدعوها لتغني في سرايتها في اليوم التالي في حفلة ساهرة.. واعتذرت المطربة عن عدم الحضور لارتباطها بحفلة في تياترو رمسيس في نفس الوقت، وألح الهلباوي بك بأن حضور المطربة مسألة ضرورية مهمة جدًا، وذهبت فاطمة واستأذنت الأستاذ يوسف وهبي أن تغني في بداية المسرحية بدلاً من نهايتها فوافق، وبذلك تحضر حفلة هدى هانم شعراوي، وأذن يوسف وهبي، وبدأت السهرة ولاحظت فاطمة وهي تغني أن شابًا يقف في آخر الصفوف ينصت باهتمام غريب ويلهب يديه بالتصفيق، ولم تعرف فاطمة هذا الشاب، وشكرتها هدى هانم وأعطتها عشرين جنيهًا في مظروف.
وبعد ثلاثة أيام دعاها محمد شعراوي لتناول الشاي معه في فندق مينا هاوس ورفضت، وذهبت فاطمة تغني في صالة سانتي بحديقة الأزبكية، ففوجئت بان محمدًا اشترى كل كراسي الصالة لأصدقائه ومحاسبيه يهتفون لها ويهللون ومحمد شعراوي ينظر لها في صمت ووله، وبعد ذلك دعاها محمد شعراوي إلى وليمة في منزل المحامي الكبير إبراهيم شعراوي ورفضت، وتابعها محمد من سهرة إلى سهرة، ومن حفلة إلى حفلة ومن كازينو إلى كازينو، كان لا يتكلم بشفتيه، كان دائمًا يتكلم بعينيه، وكانت عيناه بليغتين في التعبير عن الوله والشوق والحب والغرام، وذات ليلة أنهت غناءها فوجدته ينتظرها عند سيارتها فنهرته وانطلقت بسيارتها إلى بيتها وعند البيت وجدته وهو يفتح لها باب السيارة، وعادت تؤنبه وتوبخه على هذه المطاردة، ووعد أن يفك سراحها إذا دخلت بيتها لتبدل ملابسها وتنزل وتركب معه سيارته.. وصعدت إلى بيتها حائرة: هل تنزل معه أم تتركه واقفًا عند الباب؟ ولكن النظرة الحزينة المتوسلة في عين محمد دفعتها أن تغير ملابسها بسرعة وتندفع إلى الباب وتجلس بجانب محمد في السيارة، وانطلقت السيارة والحب ثالثهما، وبدأت قصة الحب تتطور بسرعة تنتقل بين الإسكندرية والقاهرة، وكان حبًا، بدأ بقبلة في السيارة، ثم حدث أن أشارت مجلة الصباح إلى هذا الحب فلم ينزعج محمد ولم يغضب، وقال لها: “أريد أن تعرف الدنيا أنني أحبك”! وكانت فاطمة سري مطلقة من مهندس اسمه سيد البشلاوي رزق منها بولدين تركهما مع أمهما، ولما عاد من بعثة دراسية في ألمانيا إلى مصر، وعلم بقصة الحب بين مطلقته ومحمد شعراوي، ثار وانتزعهما من أمهما.
وتعذبت فاطمة لحرمانها من ولديها، وإذا بمحمد شعراوي يكتب لها شيكًا بمبلغ ضخم ثمن الأوقات السعيدة التي أمضاها معها، فمزقت الشيك ورمته في وجهه وداست بقايا الشيك بأقدامها وخرجت من البيت غاضبة، وغادرت مدينة الإسكندرية بأول قطار، ولحق بها محمد شعراوي في القطار التالي، وأسرع إلى بيتها واعتذر لها عن سوء تصرفه وعرض عليها الزواج واستدعى الشيخ محمد عطية محامي الدائرة ليكتب صيغة العقد.
وعارضت فاطمة لأن العقد عرفي وتريد عقدًا شرعيًا، فطلب محمد شعراوي منها مهلة ليحول الزواج العرفي إلى زواج رسمي بعد استرضاء والدته هدى شعراوي، وشعرت بالحمل وقررت إجهاض نفسها، وذهبت عند الدكتور إبراهيم الشوربجي طبيب الولادة المشهور ليجهضها، فقال لها: إذا أجهضت نفسك فستقتلين نفسك، ولجأت إلى الوصفات البديلة فمنعها محمد شعراوي وتمسك بالجنين.
وعلمت هدى شعراوي بزواج ابنها الوحيد من مطربة، فثارت ثورة عارمة واتهمت ابنها بأنه يحاول قتلها بهذا الزواج، وأحاط به الكبراء والعظماء والوزراء يضغطون عليه أن يفترق عن المطربة التي أحبها، فزواجه من مطربة سيلوث اسمه وسيقضي على مستقبله السياسي فلا يمكن أن يكون زوج مطربة وزيرًا، وسوف يسيء هذا الزواج إلى أسرة سلطان باشا وأسرة شعراوي باشا وهما أعرق أسر الصعيد، وأهل الصعيد قوم محافظون يأبون أن يتزوج ابن الباشا من راقصة، وعبثًا حاول محمد إفهامهم أن فاطمة سري مطربة ممثلة وليست راقصة ولا غانية، ولكنهم أسروا أن وقوف امرأة على المسرح هو عمل فاضح في الطريق العام، وبدأوا يهددون فاطمة سري، وجاء موظف بوزارة الداخلية يقول لها: أنه سوف يلفق لها ملفًا في شرطة الآداب يتهمها بالدعارة، وتحدتهم فاطمة أن يفعلوا ذلك وقالت لهم أنها ستطلق بنفسها الرصاص على أي وزير داخلية يقوم بهذا التزوير!
وفجأة استسلم محمد العاشق الولهان لأمه تمامًا وسافر معها إلى أوربا ولكن الوله والهوى كان يغلبه فيرسل لزوجته فاطمة سري.. أرسل لها أن تلحقه في سويسرا.. وعلمت هدى شعراوي فانتقلت به إلى جنوا.. وقال لها الحقيني في إيطاليا، وعلمت هدى أيضًا فسافرت به إلى لوزان.. وأثناء الجري والسفر والمراقبة الشديدة الصارمة من هدى شعراوي لمحمد ابن أمه الذي يظهر الأدب والطاعة في حجرها.. فإذا ترك الحضن الأمومي تحول إلى عابث صعلوك يجري وراء النساء!!
وانتقلت فاطمة إلى عاصمة النمسا ووضعت مولودتها وأطلقت عليها اسم “ليلى محمد شعراوي” وأثبتت الولادة في القنصلية المصرية في فيينا بتاريخ 7 سبتمبر 1925.
وتصادف أن كان مصطفى النحاس باشا المحامي يومئذ في فيينا فقابلته فاطمة وروت له القصة وقالت: أنها كذبت على محمد علي شعراوي، عندما قالت له أن الإقرار في مصر، فقد كان الإقرار معها في حقيبتها، فنصحها النحاس أن تذهب إلى محل زنكوغراف وتحصل على صورة مطابقة للإقرار، وتسلم زوجها صورة الإقرار وتحتفظ بالصورة الأصلية، ففعلت فاطمة تمامًا ما نصحها به المحامي مصطفى النحاس! وأخذت فاطمة ابنتها ليلى إلى مصر وأخفتها عن العيون، وعاد محمد شعراوي إلى مصر وزارها في بيتها وسأل عن المولود، وقال لها: يا ليتها كانت ولدًا! وإذ به يسألها عن الإقرار؟ وسألته: هل يهمك جدًا الحصول على هذه الورقة؟ قال محمد: بهذا الدليل تثبتين إخلاصك لي إلى الأبد، وكانا جالسين على كنبة في غرفة المائدة، فأخرجت فاطمة الورقة من تحت خشبة المقعد وسلمتها له، وظهرت الدهشة على وجه الزوج لأنه لم يكن يتوقع أن تفرط في هذا الإقرار المهم بهذه السهولة وفحص الورقة فحصًا دقيقًا فوجدها بخطه وبلون الحبر الذي كتبت به، ولم يتمالك نفسه وقال لفاطمة: أنت أشرف امرأة في مصر، ثم جثا على قدم فاطمة وقبلها وطلبت منه فاطمة أن يمزق الورقة فرفض وقال: سأحفظها في مكان أمين لترثني ابنتي إذا عاشت بعدي، ثم قبل فاطمة واحتضن ابنته وقبلها وخرج وهو يقول أنه سيعود في صباح اليوم التالي.. ولم يعد أبدًا. اتصلت به فاطمة في التليفون فأنكر نفسه، فإذا وجدته انهال عليها سبًا وشتمًا وأغلق في وجهها التليفون.وأرسلت له “فاطمة سري” محاميها فهيم باخوم، فاجتهد في إقناعه باعترافه بابنته وتوسط أن ينهي المسألة على خير ولكن محمد الشعراوي قال له: إنه يعرف أنها إذا لجأت للقضاء فلن تكسب قضية النسب، وأنه بعدها سيرفع عليها دعوى تشهير،كان بالطبع وراءه هانم شعراوي!! وقالت: فاطمة سري لمحاميها ابعث له بأنك ستدخل ساحة القضاء في هذا الأمر بعد أسبوع!! وسلم محمد الخطاب لأمه هدى شعراوي، وقال له الهلباوي لا تخف فأنت متأكد أن أصل الخطاب الذي فيه الإقرار معك.. وقال له نعم؟! وفجأة ظهر محامي وصحفي وابن حظ ويعرف الفنانين ومن المعجبين للأصوات الحلوة وبخاصة “منيرة المهدية” هو فكري أباظة قرر أن يقف بجوار فاطمة سري ويرفع صوتها الهامس واستطاع أن يحول قضيتها من قضية طفلة إلى قضية أمة، وطلب مقابلة سعد زغلول زعيم الأمة وقص عليه القصة وطلب منه أن يستدعي محمد الشعراوي الطالب بالحقوق وعضو لجنة الطلبة التي تدين بالزعامة لسعد زغلول ليطلب إليه أن يعترف بابنته ولا يكون مثلاً سيئًا للشباب، ولكن سعد رفض أن يتدخل وقال إنه لا يحب أن يتدخل في المسائل الشخصية وزيجات وطلاقات أنصاره!! وعاد فكري أباظة إلى سعد يقول له إنني هذه المرة جئت لك لتحمي فلاحة مصرية من الدولة، إن عدلي يكن باشا رئيس الوزراء وعبد الخالق ثروت باشا زير الداخلية طلبا من وزير العدل أن يتدخل في هذه القضية ويضغط على القضاة، وأجاب سعد أنه سوف يحقق المسألة، واستدعى أحمد زكي أبو السعود باشا زير الحقانية وسأله فأكد رواية فكري أباظة وأضاف أن الملك فؤاد شخصيًا طلب أن يكون الحكم لصالح هدى هانم وسأله: وما رأيك أنت؟
قال وزير العدل: رأيي أن هذا ظلم، قال له سعد: لو حدث هذا التدخل في القضاء فسوف تصبح المسألة سياسية لا شخصية، وسأقف بنفسي في مجلس النواب أطالب بإسقاط الوزارة! فليس من حق إنسان أيًا كان أن يظلم مواطنة ضعيفة، الحق معها! هذا اعتداء على الدستور.. وتراجعت القوى الهائلة التي قررت أن تسحق المطربة، ووكلت هدى هانم أعظم المحامين لدى المحاكم الأهلية والشرعية في مصر، وأنفقت مئات الألوف من الجنيهات لتثبت أن فاطمة سري أفاقة ونصابة ومحتالة، ولم تضعف فاطمة ولم تتردد أو تنهار، كانت تدخل المحاكم وهي تحمل ابنتها فوق كتفيها كأنها تحمل علمًا يمشي خلفه الأنصار والأصدقاء! وكان وجه ليلى الصغير عجيبًا لا تكاد تنظر إليه حتى تجد التشابه العجيب بين محمد وابنته: نفس العينين، نفس الشفتين، نفس النظرة، نفس الابتسامة! كان وجه ليلى شعراوي أهم وثيقة رسمية تؤكد بالدليل القاطع أنها ابنة محمد شعراوي.. استمر الصراع سنوات، معارك ومرافعات، وضغوط وتدخلات، وقضاة يصمدون للإغراء، ومحامون يتصيدون الأدلة والمستندات، وإذا بالمحكمة الشرعية العليا تحكم بأن ليلى هي ابنة محمد شعراوي، وفي الحال قررت هدى شعراوي أن تطلب بنوة الابنة ونجحت في ذلك وفتحت لها سرايتها وضمتها إلى صدرها وكأنها تعتذر لها. أما أمها فقد أبقتها خلف الأسوار، وقال لمحمد: انس الموضوع.. لا عودة للماضي.. وقابلت هدى شعراوي فاطمة سري وقالت لها لن أحرمك من رؤية ابنتك وهذا كل شيء وكل ما أعدك به!! وقالت لها فاطمة سري: “أخذتِ رجلي الذي أحببته على مهل.. حتى ضعفه أحببته والآن تأخذين ابنتي”.. وقالت لها أم لم تقل كان هناك الخادم النوبي يوصلها إلى الباب والمعنى الزيارة انتهت..وفي الحديقة تمتمت المطربة بدعاء وهي تنظر إلى السماء، وفي الوقت الذي كانت فيه ليلى محمد الشعراوي في أمريكا تتعلم، كان أبوها يدخل في قصة جديدة.. إنه يعشق الفن وهذه المرة مع الراقصة أحلام وزواج على سنة الله ورسوله بفرح، ورزق منها بثلاثة أولاد.
وقال الناس: “آه لو عرفت هدى شعراوي.. اللي ما يرضى بالخوخ.. يرضى بشرابه!!”
ولم تعلم هدى هانم بالكارثة الجديدة فقد ماتت بالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بيانًا في فراش مرضها تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين.
ولم يتم من البيان سوى ثلاثة سطور وسقط القلم من يدها وأسلمت الروح! وفيما بعد كانت ليلى محمد شعراوي التي أصبحت دكتورة، لا تعرف لها بيتًا إلا عند أمها المطربة فاطمة سري اسم على مسمى!!

الإعلان

1 Comment

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.