هي فتاة تعشق العزلة ،ترتدي دوما اللون الاسود، لا تستعمل أدوات التجميل ، وجهها دوما شاحب ومازالت شمسه لا تشرق، ترتدي دوما نظارات شمسية وكأنها تخفي خلفها وجعها، تجلس دوما بجوار النوافذ وتتطلع خارج حدودها، تتأمل الكون من حولها ، تنظر للسماء وتراقب الطير.. وأحيانا تغمض عينيها وتستمع الى أصوات وريقات الشجر والهواء يداعبها و زقزقات العصافير وأصوات المارة ، تتأمل بتمعن المباني وكأنها تستمع إلى أحاديث جدرانها، تعد حبات الحصى في الشوارع وتارة تقذفها بقدميها وكأنها كرة تلعبها، دوما تمسك فى يديها كتاب وهاتفها الخلوي ثم تضع سماعاته في اذنيها و تستمع إلى موسيقى كلاسيكية فقط موسيقى ، فهي لا تريد ان تسمع أصوات بشر و تستمع بأصوات الآلات الحديدية، تعشق صوت الناي وتتراقص نبضات قلبها على أوتار الكمنجة، تلامس روحها أصابع البيانو ، ودموعها بداخلها تتألم ، هى تريد ان تسقط على خديها تريد أن تتحرر من سجن عيونها ولكنها فتاة عنيدة تأبى الانكسار وتأبى أن تبكي ولو لمرة، صوتها يسكنه الحزن ، جسدها دوما منهك، كلما حاول أحدهم الاقتراب منها شعر وكأن بداخلها جان فيبعده عنها ، ولكن كان هناك دوما من يراقبها عن بعد و يجلس دوما بجوارها دون ان تشعر.. وذات يوم تحدث إليها و اقترب منها ونظر في عينيها وأمسك بيديها ثم قال لها :لقد خلقتي من أجلي ومن ضلعي وأعشق كل ذرة تراب تسيري عليها بقدميكِ، فشعرت بقشعريرة وشرقت شمس وجهها وأنارت ظلمة قلبها وتحررت دموعها ..فاحتضنها وقال لها: أعلم أنكِ مجرد فتاة ولكن مازالت بداخلك براءة ونقاء تلك الطفلة .كنت دوما أسير خلفك و احتضن ظلك وادعوا الله ان اكون زوجك. فهل تقبلين الزواج مني؟ ف أحمر وجهها خجلا ونظرت إليه وقالت:لطالما حلمت بمن يخترق أسوار حزني و يأخذني.
#هناءمطر
#مجردفتاة
رائع يا هناء💙
إعجابإعجاب