العالم الجديد
(2)
أرى في نومي وجه فتاة، يخطف قلبي، عجزت عن تخيل ما يشبهها فأصفها به. شعور بالألفة بلا مبرر ناحيتها، أستيقظ مبتسمًا، لكنني أجزع مما يحدث، يتلاشى السرير والوسائد، وحتى سقف البيت، أسقط، وأسقط، كل شيء حولي يتبدد، ويعود للاشيء، الدماء تفور من كل جسدي، بلا حراك أستقر على الأرض، أطبب نفسي بالتخيل، الدماء تسكن، والجروح تتداوى، يبقى الألم، ولا أستطيع أن أنهيه.
كل شيء يتلاشى، البيوت والأشجار وحتى بركة الماء البعيدة، أراها في عقلي وهي تضم على ذاتها وتعود لباطن الأرض، حتى ملابسي تبدد، أقاوم التلاشي، وأحاول أن أفوز في الصراع، أضحك رغم خوفي مما يحدث، قطعة من القميص تختفي، أُعيدها، ثم جزء من البنطال، تتبدد قوتي في صراع سخيف.
أنجذب إلى بقعةٍ معينة، فأركض ناحيتها، فأجد فتاة الحلم تقف باكية، يفصلني عنها جرف عظيم، تنظر لي مندهشة كما أفعل تجاهها، أصنع جسورًا كثيرة، لكنها تنهيها سريعًا، تصرخ عليّ بالابتعاد، لكنني لا أتوقف، كلما أنهت جسرًا، أصنع غيره الكثير، أسابقها، وأحاول العبور على أحدهم، كلما وصلت لواحد تبدد، فأركض ناحية آخر، صراع بيننا بدأ ولا أظن أنه سينتهي، وصلت لجسرٍ بعيدٍ عن مكانها، كأن قوتها ضعيفة هنا، تُلاشي جزءًا، وأُصلحه، أستطيع الآن العبور، أنا هناك على الضفة الأخرى، كل شيء صنعته بالخلف انهار ولم يعد له وجود، عليَّ البحث عن الفتاة.
أحمد سعيد #نيچور
#كرداسة
11 مايو 2020