أخبره الدكتور “خالد” بأن حالتها غير مستقرة والقلب غير منتظم ومن الواضح أنها تعرضت لصدمة قوية جعلتها تصل لهذه الحالة…
بكى “مراد” وصاح قائلاً: ” أنا كسرتها..لا بل ذبحتها”
لقد سمعتني وأنا أهينها وأقلل من شأنها على الهاتف
أخبره الدكتور بأنها الآن في حالة صدمة شديدة وتحتاج لرعاية خاصة وراحة تامة والإبتعاد عن أي شئ يجلب لها المتاعب….
ف”روان” قد عادت من جديد لنكسة الإكتئاب الحاد القديمة
وهذه المرة أقوى يا “مراد” ومن المحتمل أن تكون بلا رجعة….
عاد “مراد” للداخل ولكنه لم يتجه لمكان مكوث “روان”
بل دخل غرفة نومه وأخذ يفكر…
_ماذا عليَّ أن أفعل؟…
فأنا لستُ سعيداً معها والعمر يجري وأنا مازلت أقف مكاني لم أحقق أي هدف فيه…
حتى كلمة ” أبي” قد حُرمت منها…
يجب أن أتحرك وأقرر…فالقرار في الأول والأخير لي…
أنا رجل ويحق لي الزواج من إمرأة أخرى…
أنثى تدللني وتعيد لي ما سرقه الزمن مني في الحزن والوجع
أنثى تشعرني بأني حي على قيد الحياة…بأني موجود
أنثى تنجب لي طفل أرى فيه نفسي وأتنفس فيه إسمي
لابد أن أخبرها بقراري هذا وإذا لم يعجبها الأمر…
فلترحل وتتركني أسرق من الزمن سعادتي التي قد حُرمت منها معها…
أخذ “مراد” معطفه ومفتاح سيارته وسجائره وهاتفه ومن ثم حمل محفظة نقوده….
وإتجه نحو “روان” ودقق النظر في وجهها فوجدها ما زالت نائمة..
فأيقظها وأخبرها بأنه سوف يذهب لشراء الأدوية التي كتبها الدكتور “خالد”…..
أثناء قيادة سيارته….
إتصل من خلال هاتفه برقم حبيبته” نيرة”
_حبيبتي…أسف فقد حدث شئ مفاجئ لي جعلني أقوم بإنهاء المكالمة فجأة بدون أن أخبرك
_ خيراً بإذن الله….
لا يهمك…فأنا أراعي ظروفك ولا أغضب منك أبداً..
_ أردت أن أخبرك بشئ…
_تفضل…
_أنا فكرت جيداً وحسمت جميع أموري…
وقررت أنه لابد أن نتزوج…وفي أقرب وقت….
_أنا لا يوجد بالنسبة لي أي مشكلة….
وموافقتي أنت تعلم بها….
ولكنني لن أتزوج و ” روان ” ما زالت تحمل إسمك كزوج لها
_إذاً….ما هي شروطك؟
_شرط واحد فقط….
أن تُطلق “روان” وتتزوجني أنا…هذا فقط هو شرطي…
يُتبع
الحلقة_الثالثة
قصة قصيرة
نزوة لا تُغتفر
إسراءأحمدالبكري