بعد الاِنفصال لم نقطع العلاقة نهائيًا، أحيانًا نتبادل أطراف الحديث، عن حالي وحالها بدون أرواحنا المتحدة سابقًا.
حسنًا وجدت من تُنسيني خيبات الماضي، وصرت معها، وهي أيضًا.. لم أشعر بالغيرة، أردتها فعلًا أن تكون سعيدة.
كما قلت، كنا على اِتصالٍ دائم، ومع تغلغل علاقة كل أحد فينا مع شريكه، صارت محادثاتنا تكثر شيئًا فشيئا، فكنت أشتكي من سطحية فتاتي الثانية، وكثرة الشك، وهي بدورها تشتكي لي من أنانية وغرابة تصرفات حبيبها، كانت تسرد لي تفاصيل لا تحكى إلا لصديقٍ مقرب، ليس لحبيبٍ.. تقلباتها النفسية وأسبابها، الأشياء التي تخجل قولها، وكل خصوصيات أبيها وأمها، أما أنا، فلطالما أخبرتها أنني متعب، ولا أستحي القول لها أنني عاجز ماديًا، وليس لي حلول.
كنا نجلس سويًا ونتجاذب أطراف الحديث، أحيانا تُصيبها نوبة بكاء لا تتوقف إلا باِحتضاني لها وقولي: ما بكِ؟ أنا هنا، لازلت حارسك.
ولسنا إلا أصدقاء!
أردنا في الواقع النجاح في العلاقات العاطفية، ليس بيني وبينها، بل كانت تُريد أن تجعلني أتفهم فتاتي، وأنا بدوري كنت أنصحها بالصبر والكتمان، فتقول: علينا أن نفرح ، حتى وإن لم نكن سويًا. وفي كل هذه الكلمات المليئة بالتفائل، تنهار باكية مجددًا! مالحل؟ حضنٌ آخر؟ إما أن أحارب العالم لنكون معا مجددًا؟ والواقع أن الهروب من بعضنا البعض، سيجعلنا نقع في الحب مجددًا!
أسامة الجازي
جميلة
إعجابإعجاب