حوار عبثي بيني وبيني
– لا فائدة من البكاء.
# ولا للابتسام كذلك.
– ربما تمنحك الابتسامة عوالمَ لا تدرين بها.
# الحزن يفعل وأكثر.
– تفاءَلي بما تحبين تجدِيه.
# الآن تصدقين الهراء ومن ثم تصبحين غبية ساذجة! أي خير في مكان كان منفَى لآدم وعقاب؟! نحن هنا نُعاقَب، أفهِمتِ؟
– فلنجعله عقابًا سعيدًا، تحلَّي بالرضا.
# وهل هناك رضا أكثر مما أفعل؟! لقد وصلتُ إلى قمة الرضا عزيزتي، الاستسلام بأن كل ما يحدث لا بد هو حادِثٌ شئتُ أم أبَيت، قدرٌ ينسكِب على رأسي دون سبب، ولا أملكُ حقَّ ولا القدرة على تغييره، الصمت رضا، الاستمرار في الحياة نفسها _فلم أقتُل نفسي إلى الآن_ أراهُ رضا.
– أحمق مَن يُفني حياته في البكاء.
# ومَن يُفنيها في الضحك، بماذا يُلقَّب إلا بالتفاهة! على مَن نضحك، على الآخرين أم على أنفسنا؟! كل يوم نرتدي قناعَ الحياة وقلوبنا المتوفاة منذ زمن تهزَأ منا، نخرج إلى العالم مُقسِمين أننا نحيا وأننا أقوى من أي شيء، ثم يحل الليل على أرواحنا الوحيدة، فننهار كبناية قديمة فجأةً وبلا مقدمات، ودون القابلية للوقوف كما كنا، وتُعاد الكرَّة في كل يومٍ وكل ليلة.
– ما زال داخلكِ بعض الأمل الضئيل، أراه في بعض الأوقات.
# أملٌ ساذجٌ في غدٍ جميل، ربما يوم واحد رائع يكفيني عن كل السنوات القاحلة، لا أدري لمَ يسكنني بعض الجنون.
– بل إنها ثقتكِ في المولى.
# الله وحده هو مانعي من التخلص من كل شيء.
– إذًا الله الحل.
# الله النجاة إن أرادَ لنا ذلك.
⭐⭐⭐⭐⭐
إعجابإعجاب
دائما المسلم في عودة واللجوء إلى الله في كل أحواله حوار ادبي راقي
مدروس والنتائج بعد الحوار موفقة شكرا لك استاذة
إعجابإعجاب