ألبسوكِ الأسود و أعلنتِ الحداد
و خاطوا لكِ الكفن و أجّلتِ الميعاد
كبّلوكِ فقبّلتِ أقدام الأسياد
و نطقتِ مدحا للظُّلام أيّاد
فما كان وجعكِ أهون من الاستعباد
قُصفتِ و صُلبتِ على لحن الانشاد
ثمّ كبوتِ و خنعتِ بالاشهاد و دون اجتهاد
هجروكِ و لعنوكِ و داسكِ الاوغاد
أضمروكِ تحت برقع الشرف ليكتبوا تاريخ الأمجاد
فأذّلكما التاريخ و ما كان لكما غير الارتداد
زوّجُوكِ، فعدّد عليك و بالاربع استزاد
فما كان لك غير التهليل و الاستحداد
أكان لزواجكِ غير الازناد و الارفاد
فما كان لك منه غير الارتعاد و الاضطهاد
خُلقتِ في وطنٍ ألحد الرجولة و ما استفاد
أحسبتِهم نُعرة الرّجال أم زاد الاوتاد
فما زادُهُم غير الانقياد و ما ذوادُهُم إلاّ الاعواد
ما خلاصُكِ إلاّ بالعناد ليطيروا كالجراد
حسِبتِهم أعضادا فما كانوا غير أزباد
_رانية بن رابحة _