إلى نون المتماسكة
عزيزتي نون..
كل يوم أفقد القدرة على التماسك قليلًا، وعليَّ الوقوف في وجه الدنيا دون أن أنهزم أو أتفتَّت تمامًا أو أتلاشى وسط العاصفة، فالحياة هنا غير قابلة للحياة، والهواء غير قابل للتنفس. وأنا، غير قابلةٍ للتعامُل مع البشر بشتَّى الأنواع والعلاقات، الصمت القابعُ داخلي يصرخ، لكن ملامحي تبتسم.
متى تغيرتُ إلى هذا الحد فأصبحتُ أجيد الكذب على نفسي، فصارَت كل يوم تخبرني أنني بخير؟!
متى تغيرتُ وأصبحتُ أفِر من كل المشاعر داخلي وأدخُل كهفي الصامت أستند على جدرانه الصماء الباردة وألتمِس الأمان من الوحدة التي كنت يومًا أمقتُها؟!
كل يوم أفقد شيئًا من ذاتي وأُقدِّم لنيران الحياة قُربانًا من روحي عسَى أن تنتهي الصراعات من حولي وداخلي، لكنها تستمر إلى الأبد.
عزيزتي..
الأرض كروية، ونحن ندور فيها كل يوم ألف مرة، ننتهي في نقطة النهاية نفسها لليوم السابق، لنعود إليها من جديد في آخر اليوم.
ليتنا نستطيع الهروب من أنفسنا أو من الخطوط المنقوشة لنا للمسير فيها، أو حتى التلاشي دون ترك أثر!
كل الأشياء التي نتركها خلفنا مُحطَّمة، وكل الأشياء التي نخطو إليها بلا هدف، الصباح الجديد لا يأتي في الحقيقة بجديد، والليل لا يمنحنا عتمةً أكثر مما نحن فيه، كل الأخطاء نكررها وكل الأيام التعيسة نتجرَّعها مرةً أخرى.
ما الخطأ البشع الذي فعلناه قبل أن نولد فنُعاقَب عليه منذ الميلاد إلى الآن؟!
ومتى؟! متى ننتهي فنُنهِي تلك المهزلة التي يُطلَق عليها «حياة»؟!
وأين؟! أين عدالة السماء في الأرض إن كان كل شيء غير منصف إلى هذه الدرجة من حولنا؟!
فالقضية كبيرة عند التأمل فيها لذلك هل تؤسس الأستاذة إلى
علم خاص ممكن أن يسمي بـ علم الخلاص؟
لأننا نعيش والموت محفور فينا ،،
الموت اكبر بكثير من النوم الذي نتمرن عليه كل يوم ؟
فالنوم والاحلام يخلصنا منها الاستيقاظ
لكن الموت بمفهوم العدم والفناء إنتحار فكري بحد ذاته
فنحن قد نعبث بتلك القضية أو قد نتجافى عن الموت لكن ما أن يداهمنا العجز والكبر والامراض سنتلهف نحو الخلاص من المصير المحتوم……
يجب أن نبحث عن حقيقة الوجودفمن الاستخفاف إقناع أنفسنا بأنها وهم وربط كل شيء بالصُدَف
و بمعنى آخر الهروب من معرفة الحقيقة
فنحن في كل ساعة نحيا فيها
نموت فيها ايضاً؟؟
أين هي طفولتنا مثلاً
لقد ماتت الى الأبد ولَن تعود !
ونحن نسير نحو الكهولة
ومنها الى الشيخوخة …..
الحقيقة مرة
قد لا اصل الى ما كتبتب الأستاذة واظنني لن اصل أو اعرف المغزي مما كتب الا بالاستمتاع إلى أستاذتنا الفاضلة وتفوق وابداع ما تكتب الشكر والتقدير والاحترام لك أستاذة نهاد
إعجابLiked by 1 person
لك الله يا نون.
فكل شيء و إن لم يكن منصفاً، فعلي الاقل يشكل ماهيتنا. فإما يزيدنا صلابة و إما يهلكنا معه، و النهاية و ان تبدو واحدة و لكن الوصول إليها يختلف باختلاف تقبلنا و تعاملنا مع الكون، ان استطعنا الي ذلك سبيلا.
إعجابLiked by 1 person
عدالة السماء أن لك نراها فى الدنيا فهى فى الآخرة أصعب وأصعب الجزاء يكون بالعملة الصعبة ما في دولارأت ولا يورو الاتى نحن اصلا لم نصل اليها ولا نعرفيها إلا فى الغلاء تسمع عنها ونحث بها عند غلاء سعره أما إذا رخص فلا نشعر بهذه الميزة.
إعجابإعجاب