إلى الخائن الصغير
عزيزي..
اليوم نظرتَ إليَّ مُطوَّلًا مُتعجِّبًا متسائلًا ما بي، فلم أُجِب، أتعلَم ما بي؟!
لا شيءَ بي!
لا شيءَ سوى أن هذا الخائن الصغير لديَّ يُحبك، فإذا رأيتَ مني بعض الجنون الذي يجعلك تتعجب ماذا أفعل، وإذا سمعتَ كلمات غير متناسقة مع المضمون، أو رأيتَ لمحةً من الحزن في عيني في غير محلها، اِعلَم أنني بجهدٍ شديدٍ أُخفي اشتياقي إليك خلف ستار مختلط من المشاعر الأخرى، أراقبك وأنت تتعامل مع الأخريات أمامي؛ تضحك هنا، وتشترك في حديث جاد هناك، وتستشيرك أخرى هنا، كوب الشاي اليومي الذي تمنحك إياه فلانة، وصباح الورد الذي تلقيه عليك الأخرى.
وعليَّ بعد هذا كله، أن أتظاهر بأن لا شيء يحدث داخلي وأنني حتى لا أغار!
وعليَّ أيضًا أن أضحك على إشاراتك عنهن لاحقًا، بل أيضًا ألَّا أُناديك بـ«يا حبيب» أبدًا، أنا لا أملكُ كل هذا البرود يا حبيب ولا الصبر!
كن كما تريد، طائرًا محلقًا لا مُبالٍ بكوكبٍ من المشاعر تحت السماء ينتظرك، أو كن موجة ثائرة متقلبة في مد وجزر وركود بعيدًا عني، ولا تكُن ألمًا يسكنني أينما ذهبت، كن لا شيء ولا تكن نصف شيء، أو كن كل شيء!
أنه التميز بالكتابة الأدبية والرقي به لتعرفه لنا أستاذتنا أنه كل الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
إعجابإعجاب