المرآة يكتبها عبده مرقص عبد الملاك
دخلا أحد(المولات ),لشراء بعض الأشياء, لفت نظرها مرآة كبيرة تغطى أحد الجدران ( كديكور ) للمحل ,فتوقفت أمامها مشدوهة و هتفت : ” يا إلهى , أنظر ,أنظر ,الا ترى ما أرى ؟ ”
فأجابها :” و ماذا ترين ,يا سيدتى ؟”
قالت :” ألاترى , أوه ,ياإلهى ,أهذا هو فتاى الذى أحببته ؟ اهذا هو الفارس الذى اختطف قلبى يوما ؟ اننى مندهشة ,هل المرآة مشوشة أم اننى لا أرى جيدا ؟
فرد عليها :” و ما الغريب فيما ترين ؟
أجابت :” إن الذى يقف بجانبى كهل ,حفر الزمن أخاديده على وجهه .”
فابتسم قائلا : ” ان ما ترينه حقيقة و لكن المقارنة غير عادلة .”
هى :” كيف ؟”
هو :”لانه لا يجوز ياسيدتى أن يقارن بين النجوم و القمر حال سطوعهم فى السماء معا .فمهما تلألأ النجم فإن بهاء القمر سيطغى عليه و الضد يبرز جمال الضد , و لذا سأتنحى جانبا لأريك صدق قولى ,
و تنحى جانبا فظهرت فى المرآة بدرا منيرا أضاءت ببريق جمالها جنبات المرآة بالرغم من التجاعيد التى ظهرت على وجهها و بعض الشعر الذى أصبح فضيا كالقمر الذى تزينه ندفات من السحب الرقيقة
فقال لها ” : هل ترين ذلك القمر الذى أعشقه و الساحرة التى سلبت لبى و قلبى ؟
,ثم طلب منها أن تتنحى جانبا ليظهر هو كنجم متلألأ .
فجرت اليه و عانقته أمام كل الموجودين بالمول
هاتفة :” انه هو ,أنت فتاى الذى احبه و النجم الذى يزين سماء حياتى ,يا لك من مقنع و صبور على ترهاتى . تعالى لنلتقط لنا الصورة التى تعكسها المرآة,و تم التقاط عدة صور من كل الزوايا
ثم ابتسم و دعاها الى تناول مشروبا و قد أضمر فى باله أن لا يصطحبها إلى هذا النوع من المولات مرة أخرى
عبده مرقص عبد الملاك