كلمة لا بد منها: في تلك القرية.
في تلك القرية عندما يستيقظ أهلها صباحا ينقسمون مجموعتين: واحدة تهرع إلى المشبهة بالسوق لاقتناء ما تحتاجه البطون، والأخرى إلى المقاهي لتقتل وقتها بسيف البطالة والقيل والقال. هكذا يبدأ يوم تلك القرية منذ عشرات السنين . وحين يأتي المساء ونجوم الليل تظهر ، تقوم مجموعة أخرى من سباتها جاهلة بما حدث بساعات النهار ، مقبلة على ليل أسود جديد تشق ظلمته الدامسة لهيب أعواد الكبريت، ومصابيح الهواتف المثخنة بحكايات الزمن الاغبر وبتفاهات الايام العصيبة الشرسة. وتقتحم هدوءه صرخات المتجرعين لكؤوس الندم و الضياع. وأحداث تدور على أرصفة تٱكلت أسنانها لا ترأف بسراويل المتعبين من سمر الليالي. أما الجماعة الرابعة وهي من تضع نفسها وتصنفها في رتبة الرعاة المحترمين فنهارها يمضي جميلا بلا كلل ، وترى الرعية على أنها تسبح في نعيم الملذات ، وحينما يأتي الليل على تلك القرية فإن الرعاة ينامون ملء الجفون ويتركون أهل السوق لسوقهم ، ورواد المقاهي لفناجينهم ، والفسحة الكبرى و الزمن الطويل لسمار الليالي.
بقلم:ع الرحمن لوالبيه