أعذارٌ مسمومة يكتبها الإدريسي نعيم اللومان
هل تدركون شعور امرأة عاقر
اشتعلتْ أضلع بعلها وهنا
ثم لم يُصبها ما يُصيب النساء
فترتقب ليوم
لاثنين
لثلاثة
لاسبوع
لشهر
أنه الحمل إذاً…….
فتطيرُ خِلسةً لطبيبة النسا
لتجيبها بإبتسامة من تبغي قطاف مُكافأة البُشرى “أنتِ حامل”
هل تتخيلون ملامح وجهها!!!!
هل تتخيلون بريق عينيها!!!!
هل تتخيلون ارتمائها ساجدةً شاكرة باكيةً ضاحكةً متكتمةً مُجاهِرة!!
هل تتخيلونها وهي تتخيل الخيال الذي سيسرح فيه عجوزها حينما تُنبئه بالخبر؟!
هل تخيلتم ذلك الموقف كامله؟
فتخيلوها إذاً تثبُ بأصابعها المرتعشة بحثاً عن هاتفها لتعزف تلك البُشرة لأمها، ولأخواتها، ولكل الدنيا بأجمعها “فهي حامل”
“نعم إن الميؤوس من حملها حامل”
وبالأخص بشرى نشوة المنتصر تلك التي ستزفها لحماتها الطاعنة
والتي لم تكفّ يوماً عن التلويح بتزويج ابنها بأُخرى
وبينما أناملها تتلعثم في تنسيق الأرقام،
ودموعها تتواطأ لتشويش قائمة الأسماء،
تناديها الطبيبة:
“عفواً سيدتي، النتيجة ليست لكِ، اعتذر”
لن أطلب منكم تخيل قوارع هذه الكارثة
ولا فجيعة هذا الخطب
فهي مما يفوق ما يمكن تخيله،
بل حتى حُجرة الخيال ستستنزفُ كل خيالاتها، ورغم ذلك لن تُفلح…
ولكنها ذاتها الكارثة “وبحذافيرها” التي نعيشها مع بريق كل أملٍ بالخلاص
فنكتشف أنه خلاصاً لغيرنا علينا
ولنكتشف
أن سنَّ اليأس لم يرتبط يوماُ بعمر أو بجنس أو بقدر
وإنما بكلمة “اعتذر”
عفواً: عمَّ تعتذرون!!! ،
فلم يبقَ في أرواحنا مدخل حُقنة إلا ويجأر
أعذاركم كانت بنكهة الخنجر
بل الخنجر أرحم
بل الموت أرحم
بل الفناء أرحم
فاعتياد الوجع ممكن
أما تحريك المواجع فلم يعد يرحم
#ادريسيات
كل الشكر
إعجابإعجاب
ما شاء الله
مقال أكثر من رائع
سلمت يمينك أستاذنا الفاضل
إعجابإعجاب
ستبقى تفرض محبتك
بجميل اثرك وتعليقاتك
إعجابإعجاب
كل الشكر لحضرتك
إعجابإعجاب
أيها الإدريسي العجوز!
كيف سرقت أقفال قلوبنا بكلماتك؟ 🌹
إعجابإعجاب
أكثر من رائع أحسنت أستاذ نعيم
بورك في حرفك ومدادك
إعجابإعجاب
متألق
إعجابإعجاب
عاشت يمينك
إعجابإعجاب
روووعة .. خيال يجسد واقعا ملموسا و مشاعر حية معاشة ..تحياتي لقلمك المنير
إعجابإعجاب