سَلني عن زمن تكالب فيه البشر و ما استحى
سَلني عن ضمائر سكنت المقابر و الشر ما انمحى
غبت أيّاما و عدت أبني طريقي بعيدا عنكم
و حبست الدمع فلن أبكِ انسيّا فقدا
اخترت غيركم و رضيت في حياتي بدلا
سوّد الله وجوه من اغترّ و تثعلب
و أبكم الله أفواه من قبّح أفعاله و ترّهط
عرّتكم الشدائد لتكشف عليلى العقل بليدي اللّسان
اذا لاقوك تبّسموا حتى تبين غضون العين و الفاه
و اذا استنجدتهم جمدت الثغور و الاهداب
و سكنت جهنّم في الافواد
ما عرفوا الشمس و القمر إلاّ لانفسهم
و ما تركوا لغيرهم سوى ظلاما مكفهّر الخواطر
أقاموا الجنائز و الدفوف تُضرب
و هزّت زغاريدهم السفوح طربا و الأموات تُقبر
و اذا استعنتهم جفّت ينابيع أراضيهم و قُّحِلت كفوف أياديهم
و ان جادوا فلن يُسقوك إلّا بولا
و لعلّ ما يخشونه سوف يكون
و هل يهون على الزمان أن يُتركوا
- رانية بن رابحة-