إيهاب فاروق يكتب.. عن العلم والترقي
إن رقي الأمم المتخلفة يكون أخف وطأة من رقي الأمم التي ارتقت ثم تخلفت، فالدافع للتعلم لدى الجاهل العالم بجهله يكون أكبر من المتعلم قليلا ولم يبلغ الشأو في العلم، فلم يدرك الغاية بعد وإن ظن أنه قد بلغ التشبع دون غيره، فيصيبه غرور نصف المتعلم لا تواضع العالم الذي كلما ازداد علما ازداد تعطشا للتعلم، فيصبح الجاهل خيرا من ذلك المغرور!!
وبالنظرة المتفحصة على الأمم ورقيها، نجد الأمم التي سادت فيها البدائية قد نهضت في قليل من الزمن، واستطاع أهلها سريعا أن يعمروا البنيان وينهضوا بالإنسان، وصارت فنونهم وآدابهم طازجة تحمل من الفطرية والهمة ما يليق بأمة شابة أطلقت العنان لشبيبتها فسادوا في الأمم.
أما الأمم العتيقة التي استمرأت العيش على ظلال رقيها الماضي، لكنها ساقطة في بحار التخلف والمفاهيم المغلوطة والجدل العقيم في ثوابت لا جدال فيها، فتراها ترفض الترقي بممانعة وحشية تفترس كل دعاة الرقي والتغيير فيها، فالترقي يعني فقدان نفوذ ذوي النفوذ، وفقدان حاكمية سدنة الأساطير والشعوذة، وتلك الأساطير والخرافات رغم وجودها في الأمم البدائية، إلا أن سلطة نصف العالم المكتفي ببعض العلم ويدمن الجدل تفوق سلطة الجاهل المتعطش للمعرفة!!
#إيهاب_فاروق