العربية في يومها العالمي
أحمد محمد جاسم/العراق_بغداد
قبل أكثر من ألف سنة عرف ابن الجني اللغة بأنها “أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم” ولعل هذا التعريف قد نال شهرته من بين تعريفات اللغة.
ويذكر ابن خلدون تعريفاً يبدو قريباً من تعريف ابن جني إذ يقول: “اعلم أن اللغة في المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل لساني”.
ما يشير إليه العالمان هو أن اللغة أداة يستخدمها الإنسان للتعبير عن أفكاره ومكنوناته ومشاعره، مما يعني أنها وسيلة للتواصل بين البشر، فليس بإمكانك أن تُوصل فكرتك -غالباً- إلا باستخدام اللغة.
وإذا ما تحدثنا عن اللغة العربية فسنراها أكثر من مجرد وسيلة تواصل تكون في عدد من البلدان، بل نجد مميزات ونوادر لم توجد في أية لغة أخرى.
ويكفي اللغة العربية أنها أكثر لغات العالم احتواءً لعدد الكلمات، فقد يتجاوز عدد كلماتها ١٢ مليون كلمة، وهذا العدد بتزايد؛ لأن اللغة العربية هي لغة حية وتمتاز بالنمو والتطور.
ولكننا اليوم صرنا في منأى عن لغتنا، حيث صارت اللغة العربية تستنجد بالرائح والغادي من سوء معاملة أهلها، وهجرهم إياها، ولو نطقت لرددت بأعلى صوتها بأبيات الدكتور رمضان المحلاوي الذي يقول في قصيدة تعبر عن لسان حال اللغة العربية:
للهِ اشكو من عقوقِ بناتي
وأخصُّ أبنائي بجُلِّ شكاتي
يا قومَ ضادي أين أنتم إنني
قد هالني إهمالكم أدواتي
قد هالني أن تستعينوا مرةً
بهزيلِ أقوالِ من اللهجاتِ
وأنا الغنيةُ والثريةُ إنني
أسمو بضادي فوقَ كلِّ لغاتِ
وفي هذا الصدد وبعد مرور سبعة وأربعين عاماً على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، وبالتحديد في الثامن عشر من شهر كانون الأول عام ١٩٧٣ فصار هذا التاريخ موعداً للاحتفاء والاحتفال باللغة العربية.
وينبغي إلينا ألّا نكتفي بالاحتفال في هذا اليوم، بل المهمة أكبر من ذلك؛ لأن اللغة العربية شرّفها الله بنزول القرآن الكريم بها، فواجبنا هو أن نسعى بكل جهدنا لإصلاح ما أفسده الناس في لغتنا العربية، وبالتأكيد الحمل الأكبر سيكون على المختصين من دارسين وباحثين وأكاديميين بإعادة الهيبة والمجد للغة العربية.