محمد محي الدين ابوزكو
يكتب ‘سارية’
سارية
حينما تبكين في طرقات مدينتي
كنت ارتوى منك
وأسقي منك دني
وكنتي قديسة عظيمة ومالك
وكنتي الأمان وكل الهلاك
و ربيعا تنتظره أزهاري لتغني
و كنتي السهى
و شمس الضحى
و الوتر الخامس في عود
ذرياب المغني
و كنتي ضياء القمر و السديم
و كنتي سقر و الجحيم
كنتي ويا ليتك لم تكوني الحلم
و التمني
و كنتي وحشة األسفار
و سكك التعب
التي تقيد مدني
و كنتي النمارق و البيارق
و خمر العشق حين وردتك
لأنتشي نشذتي مني
و كنتي المراسل والرسول
و كنتي الخريف في كل الفصول
و كنتي المآقي حين بكيتك
انقسمتي يا فؤادي عني
و كنتي بحار كافور و السماء
و كنتي النجوم و الشهاب
و كنتي الغيوم و الضباب
حين غفوت لألتقيك وجدتك
حلما عابرا قد هزني