أكتبُ لك!
أستغرب شيئا، أنني كلما قرأت نصا يحمل جمالا تذكرتك، ووقفت برهة وكأنك بجواري أحكي لك، وأنت تسمع بكل شيء فيك، أستشعر ذلك وأراه ظاهرا عليك، أراك مجسدا أمامي بكل تفاصيلك، ابتسامتك حين يصلك ما أريد إيصاله إليك، وصدق من قال إن السمع درجات، أن تسمع بأذنك أو قلبك أو بكل شيء فيك، وأنت تسمع بأذنك وقلبك حتى يفيض ذلك على ملامحك، كل شيء أستحضره في لحظات سريعة ولكن لا أنساها، أراك -دائما- بين السطور وخاصة ذات المعاني السامية، شيء لا أفهمه، لم أنت؟
ولكن الذي أتمناه أن تعلم ذلك عني، أقول أتمناه لأني أراه صعبا جدا، فكيف أخبرك، أو من الذي يستطيع أن يخبرك، أتذكرك كما ذكرتُ، ولكن لن يخطر ببالك ذلك، وليس لك ذنب، فأنت حقا لست تعرف شيئا ممّا أشعر به، وهذا لأني خبأتُه وسأظل أخبئه، وليس لي إلا أن تقرأَه كما يقرؤه غيرك، عسى أن يصلك ما أريد، ويكفيني ما أراه عليك ولن يراه غيري، لن أتجرأ -أبدا- على الاعتراف صراحة لك بهذا، فأنا أضعف من ذلك.
ومع هذا فلن ينقطع أملي أن يأتي يوم وتستشعر ذلك بنفسك، حتى وإن أخفيت، فقد يعترف لك ظاهري أو ترى ذلك بين أسطر ما أكتبُ، فإني أكتبُ لك، ولن أكتب لغيرك.!