عبده مرقص عبد الملاك سلامة يكتب جنون الحب (قصة قصيرة)


عبده مرقص عبد الملاك سلامة
يكتب
جنون الحب (قصة قصيرة)

منذ افترقنا وأنا أكابد الشوق وأعاني لوعة الفراق ومرارته ولكم خشيت خوف الفراق يفسد بهجة اللقاء ويحدث ما لا تحمد عقباه وظللت أفكر فيها، كيف ستأتي؟ وكيف ستكون – فقد عودتني على رؤياها كل مرة في ثوب جديد وشكل جديد (نيو لوك)، هل ستأتي في موعدها؟ أم ستتأخر؟
وبينما أنا كذلك فإذا بها آتية، متألقة، تتهادى، رشيقة فى ثوبها القشيب،
هرعت للقياها وقلبي يكاد يقفز من بين ضلوعي، ودقاته تتعالى كمثل طبول الحرب، ومع غبائي وشدة لهفتي أمسكتها بكلتا يدي، وتأملتها مليّا من رأسها إلى أخمصِ قدميها وكنتُ على وشك أن أضمّها إلى صدري وأحضنها
ولمْ أدرِ ماذا حدث بعد ذلك، ولكن قيل لي فيما بعد: إنّني تلقيتُ صدمة أفقدتني الوعيَ وكدتُ أموتُ صعقا، لولا ابني حال بيننا بقطعةِ خشبٍ (تطبيقا عمليا لما تعلمه) ولما أفقتُ نظرتُ حولي وجدتها ملقاة على الأرضِ بجواري وألمٌ شديدٌ في ذراعي وورم، وإذا بمَن يهتف اتركها واجرِ، وركضتُ بقدرِ ما أستطيع -بدافع غريزة حب البقاء- ولما تساءلت قيل لي: إنه تمّ معالجةُ الأمرِ وحل المشكلة عن طريق الجهود الذاتية ومن تأثر برد فعل اللقاء من أفراد الأسرة، وشعرت بالأسى والحرج لأن هذا استنزفهم وكلفهم فوق طاقتهم وجعلهم يلغون بعض متطلباتهم، وجلسنا نتندر على هذا الحدثِ الجللِ ونضحكُ، ولكن آليتُ على نفسي وقطعتُ عهدا أن لا أعيشَ قصةَ حبٍ مع أيّة منهن مرة أخرى، ولا أن أحاول استعادة أيامِ الصبا التي ولّت ولن تعودَ وكان لا بد لي أن أدركَ أنني في سن المعاش وقدراتي لم تعد كما كانت، وللأسف فإنّ ذلك حزّ فى نفسي ومزق نياطَ قلبي، فالحبيبة الغالية لها الفضل في تغيير حياتي فقد جعلت منزلي لوحة مضيئة ومشرقة تضجّ بالحركة والصوت واللون والموسيقى، ولهذا غالت فى الدلال
تلك قصتي مع الغالية.
‏مع فاتورة الكهرباء

‏عبده مرقص عبد الملاك سلامة

 

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.