حبيبي أم أبي ؟ تكتبها إسراء أحمد البكري
جذفتني قدماي دونَ قصدٍ مني نحو شارع مُظلمٍ، كُنتُ هائمةً بخيالي وشاردة في تلك الأفكارِ التي لا تنتهي، فإذا بي أسقط في عُمق يكاد يكون طويلاً، أخذتُ أصرخ أما من أحدٍ هنا، أما لشخصٍ أن يُساعدني، فلم يجب ندائي أحدٌ، فتذكرتُ هاتفي والإضاءةَ الموجودة به، وأخذت أتفحص به ذلك النفق،
يا ربي نفقٌ مخيف ليس له ملامح، يكاد يكون تسكنهُ الأشباح، صوت أنفاسي به له صدىً،
ولكن الهاتف بيدي كادَ ينتهي آخر الشحن به،
ياربي ماذا عليَّ أن أفعل..!!!!
اتصلتُ بحبيبي فقد كنا مُتخاصمين… للأسف لم يرد..
أرسلتُ له رسالة:
“حبيبي لقد سقطتُ بحفرة عميقة ولم أجد من يساعدني”
أيضاً لم يجبني…
فاتصلت بأبي…
-أجابني من بداية الاتصال:
ابنتي ماذا بكِ؟
-أبي سوف ينتهي الشحن بالهاتف لقد سقطتُ بداخل نفق وأريدُ مساعدتك
-أين هو هذا النفق ؟
-أتَذكر تلك المرة التي اشتريت فيها لي تلك القبعة،
……………تيت تيت تيت!!!!
_يا ويلي لقد انتهى شحن هاتفي..!
أخذت أبكي.. وأبكي.. وأبكي، حتى غلبني النُعاس، وإذا بصوت يُناديني:
ابنتي… أين أنتِ لقد جلبتُ معي حبلًا قويًا وسُلمَ خشبي، هل أنتِ بخير ؟
-أبي: أنا هنا… بالأسفل..
فأوقد لي كشافًا ضوؤه قوي…
وأسقط السُلم للداخل، وحَمل الحبل بيدهِ،
وبدأ في النزول……
قابلني بالأسفل..واحتضنني وطمأنني، وقال لي: لا تخافي….
حملني فوقَ ظهرهِ، وبدأ في لفّ الحبل علينا وأحكم بقوتهِ ربطتهُ جيداً ثم صعدَ بي لأعلى على السُلم، كانَ كالفارس الهُمامِ البطل الأسطُوري، حتى وصلنا للسطح العلوي،
بدأ يفك الحبل وبدأتُ أنا أشردُ ثانيةً،
أين أنت من كل هذا يا من أسميتُكَ حبيبي؟…
بسببك سقطتُ هُنا، وضللتُ طريقي، وبسببكَ كُنتُ على خلافٍ دائم مع أبي، وبرغم خلافنا هذا قد أتاني مُسرعاً لينقذني،
أما أنت….!!
تخليتَ عني عند أول سقوط لي
ولكن لحظةً، كيفَ عرفتَ مكاني يا أبي؟
قال: لأنني باختصار أبوكِ…
النهاية….
تدقيق لغوي محمود سيد
استمتعت بطريقة السّرد ،استمري 🤍
إعجابLiked by 1 person