(مثالب ومناقب الحبيب)
ناريمان جمال عوض
سيظل الحبيب يهيم بمحبوبه ولو رأى منه جل عيوبه، وخبا إشراقه وبدا غروبه؛
ستقاتل مشاعر قلبه الجياشة ضد أفكار عقله المحتدمة المدججة بمقت العيوب، ويشتد النزال بينهما لتنتصر المشاعر في النهاية معلنة إصابة المحب بالعمى الدائم ما دام فؤاده ينبض باسم محبوبه.
يصير البصير عند رؤيته لمثالب الحبيب ويكأنه والكفيف سواء.
بيد أنه ما من محب إلا ويحب أن يرى محبوبه في أبهى صوره: فلا يحب أن يسمع عنه إلا ما تبتسم له أوصال روحه قبل أن تتشبع به أذنه، ولا يتردد اسمه على الألسنة إلا وكان مبعث فخر واعتزاز له، ولا رأته عيونه إلا وسرت وقرت مقله برؤيته، ولا نبس فاهه ببنت شفة إلا وكانت توزن بموازين التبر لا التراب، ولا ذكر اسمه في السماء إلا وتسابقت ملائكتها في ذكر خيراته المعلنة والخفية، ولا ذكر الجمال في شيء إلا وكان جزء منه، ولا ذكر القبح إلا وصار أبعد ما يكون عنه؛
هكذا يتمنى أن يراه بفضائل ومناقب أهل الأرض كلها ويكأنه من أهل السماء،
وهكذا يظل يحبه ولو رأى منه المثالب والمساويء والأدواء.
#ناريمان جمال عوض
جريدة الفكر الحر 