عبده مرقص عبد الملاك سلامة يكتب ذوق المدام


عبده مرقص عبد الملاك سلامة
يكتب
ذوق المدام
قصة قصيرة
الجزء الاول
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
جلس يحتسيان شاي (العصارى) معًا -كعادتهما- منذ اقترنا وكأنه طقس من طقوس حياتهما، أشعل سيجارته، ونظر إليها، ثم سرح بفكرة مع دوامة السحب الرمادية المتصاعدة من السيجارة، وحلق معها فى الأفق اللانهائي، ومر شريط الذكريات أمامه، وجالت في خاطره الأحداث التي مرا بها والتي عاشاها وعياشاها معًا، رحلة طويلة تخللها الشهد والدموع، وامتزجت فيها السعادة بالأحزان، تعرضا فيها لعاتي العواصف، وداعبهما النسيم الرقيق، وظلا في أرجوحة الحياة متشبث كل منهما بالآخر، فقد كانت له خير معين، وتتقبل معه تقلبات الدهر، وتشد تعضده، مرددة، طالما نحن معًا، لا شيء يهم.
وكان كل منهما يؤثر الآخر على نفسه وما زالا، ولو اقتربت قليلًا منهما -خاصة- أثناء تناولهما الطعام، تجد أنهما يتعاملان كضيف ومضيف، فهي تضع أمامه كميات لا قبل له بها من فاكهة، ولحوم، وأصناف الطعام، وتحثه على أن ينهي على كل ما أمامه، وعندما ينتهي من تناول طعامه -حسب طاقته- بعد فشل إلحاحها فى جعله يتناول المزيد، فتتساءل: إذا كان الطعام لم يعجبه؟ فيجبها بأنه أشهى طعام تناوله فتسأله: إذًا لماذا ينتبنى إحساس بأنك كضيف خجول، بالرغم أنك في منزلك؟
فيجيبها “فعلًا، أنا ضيف كرم المضيف يغمره بأضعاف حاجته،
ويتصادف عند عودته من العمل أن يحضر معه بعض الأشياء من متطلبات المنزل، ويدلف من الباب فتسرع إليه باشة الوجه مُرحبة به، وما أن ترى ما أحضره معه حتى تهتف: يا إلهي، أأنت تقرأ أفكارى؟ ولكنها تقطب عن وجهها وتستمر: بالرغم أنك أحضرت ما كنت سأطلبه وأنك أحضرت أشياء لم تخطر ببالى، لكن أليس هذا إسراف لما كل هذه الأشياء؟
فيجيبها: فعلًا، ترويض الأسود أهون من ترويض امرأة، وكان إذا اشترى
شيئًا يخصها من ملابس أو غيرها تبدي إعجابها ثم تثور: ليس هذا وقته ثم أنه أكيد غالي الثمن، وبعد ذلك تتراجع قائلة: تصور أنا شفته في الفاترينة وكنت ناوية أقولك عليه.
فيجيبها: إذًا هو عجبك؟ وماذا عن لونه؟
فترد قائلة: أن لونه لفت نظري، ثم هو أكيد أعجبك، وأنا كما قال أحمد شوقي في (مجنون ليلى):
ليلى على دين قيس….فحيث مال تميل
وكل ما سر ليلى………فهو عند قيس جميل
هكذا كانت حياتهما بين مد وجزر، ولا تخلو من بعض المنغصات، فقد يحتدم النقاش وتصير (الحبة قبة)
فيردد: الحمد لله، أننى أفضل من سقراط: فترد: سقراط الفيلسوف؟ فيما؟
فيقول: سقراط كان متزوجًا من سيدة دميمة ونكدية -على ما يقال- فحدث ذات مرة أن ثارت عليه أمام طلابه، فلم يرد عليها، فأتت بوعا ماء وسكبته عليه، فتعجب أحد الطلاب مما حدث، فقال له سقراط: يا بنى، بعد العواصف، تهطل الأمطار، فما تصفو السماء.
فتضحك قائلة: إذًا لأحضر لك الماء، والشاى.
فيقول لها: وسقراط قال: تزوج فإن الزواج شر لابد منه، فإن تزوجت جميلة فستسعد بها، وإن تزوجت دميمة فستصبح فيلسوفًا.
فقالت له: وأنت أيهما؟
فيرد عليها قائلا: أنا الاثنان معًا.
عفوًا أصدقائي
نكتفي بهذا الجزء، ونلتقي فى الجزء الثاني؛ لنتعرف على مستجدات الأحداث مع ذوق المدام
مع أطيب أمنياتي لكم بالسعادة.
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
#تصحيحرضوىعصام

 

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.