محمد جراحي يكتب ( المرأة القوية )
النص:
خلق الله الإنسان ذكرا و أنثي، و وهب كل منهما العقل، و ليس ثمة نقص في عقل أحدهما دون الآخر و لا هناك تميز لأحدهما في العقل علي الآخر.
و لذلك أحزن أشد الحزن عندما أقرأ او أري سيدة مـا تشكو زوجـها، و تسرد في ذلك كمية من المشكلات و المواقف الكفيلة بأن تنهي أي علاقة مهما كانت قوية و تقتل أي شعور مهما كان نبيلاً، كأن يهجرها مثلا عام او ثلاثة و هو غير متواجد نهائيا في المنزل و لا يقوم أيضا بواجباته الماديه تجاه البيت و لا مهمته التربويه تجاه الأبناء! ثم هي تسأل ما العمل؟!
العمل ان تكوني قوية.. اين النساء القويات! اين ذهبن !!
مزقي صفحته من دفتر ايامك لا ان تطويها و فقط.
ان كان له أبناء، فلتدعي له الابناء يربيهم حتي يعلم ما تقاسيه الأم الوحيده و هي أجدر علي التربية من الأب،
هنا جملة اعتراضية أود قولها – لا أريد ان يقول أحدهم قانون الأحوال الشخصيه يعطي الحضانه للأم ثم للجده من الام اولاً –
لن أستمع لذلك اللغو. هذا يحدث ان ارادت المرأه الحضانه. انما نتحدث عن المرأه القوية العاقله التي تفرق بين الجيد و الردئ دون الاستعانه بالجمهور!!
ثم إنك إن كلفت نفسك عناء البحث عن اصل وضع قانون الاحوال الشخصيه و المدنيه و محاكم الاسره و حضانة الأطفال، لعلمت من وضعه و لماذا و كيف أنه مُفصل لشخصية ما معينة .. لا داعي للخوض في هذا الأمر سواء دينيا أو قانونيا، فلتقرأوا لن تخسروا شيئاً.
المرأة – مع فيوضات المشاعر المودعة داخلها و الأحاسيس الكامنة في أعماقها – مخلوق قوي جداً و ذكي جداً، يتعامل مع تغيرات عديده بسرعه و كفاءة عاليتين تتخطي في كثير من الأحيان قدرات الرجل العقلية بل و البدنية في بعض الأحيان.
و لذلك لا احب ان اري المرأة تُضعف من قدراتها و تقلل من قيمتها و تنكر إرثها الثقافي و المجتمعي حين تتعرض لمشكلة واضحه و لها حلول واضحه و تنحي العقل و تتعامل بمشاعرها فقط.
المرأة القوية وحدها تستطيع تغيير مجتمع بأسره، المجتمع الذي يقوم علي عاتقها من الأساس، فإن لم تكن المرأة قوية بما فيه الكفاية فكيف تنشأ أفراداً أسوياء يتعلموا منها و يقدروها قدرها و يعرفون أن المرأة هي أساس بنائهم و أي بناء دون أسس فهو خراب مؤجل . فكُـن قويات اليوم و لا تَضعفن ، يكن الغد – الذي هو منكن – لَـكُن.