صفاء المنطاوي تكتب الرحيل
رحلت ولن أعود
رحل قلبي من كثرة ما عناه منك
لم تعد تلك النظرة تأثرني
لم أعد أنظر من الأساس
لم تعد حبيبي ومهجة القلب
لم تعد فارسي ليتك لم تأتي
لم أعد متيمة بك أو حتى تملأ العين
لم أعد عاشقة وهذا ما لم أعمل له حساب
لأني كنت أعتقد أن حبك كالموت
ولكني اكتشفت أن الموت أرحم و أحن
بفضلك عرفت أن الحب لا يدوم طالما هناك إهمال
لا ينمو مع قلة الارتواء
ولا يزدهر طالما هناك جفاء
ولا يعيش في الأرض البور
لا يدوم مع عقل يحب النفس ويجري وراء الشهوات
يذبل ثم ينطفئ ويصبح مع الأموات
ليس جسدا بل شعورا وتحزن الذات
كنت أنا ولكني لم أكن في يوم
أحببتك لدرجة أنني كنت أدعو أن أمرض وأنت لا
أحزن منك وأبكي وأحن اليك واتمنى منك الوصال
لكنك كنت دوما تخذلني وتبتعد
تهوى تعذيبي كأني جارية لديك
الطرف الضعيف الذي تصب عليه سطوتك
لانك تستقوىٰ عليّ وتستمتع بهذا الدور
لأنك هكذا مع الغير ضعيف وأنا لا أتكلم
ترسم الاخلاق والسماحة وأنت تتلون
كل هذا وانا لا انطق ليس ضعفا بل حبا
وأنت لم تعي هذا يوم
كنت نقطة ضعفي والآن لا تغيرت
أصبحت أقوي وأنت تتعجب ولم تفهم يوم
أن قلبي لم يعد ملكك لم يعد أسير
لم يعد ضعيف بل ندم على كل هذه السنوات
على كل هذا الحب على كل هذا العطاء
لأنك لم تكن تستحقه أبدا
أخيرا تحررت لم أعد أسيرة
لم أعد خاضعة ذليلة انتظر شيء
لم أعد نفس الإنسانة وكله بفضلك
لم أعد عالقة في هواك
بل كرهت الحب ذاته بسببك وكل الرجال
أصبحت علاقتي بهم أنهم مثلك ولا اختلاف
لم أعد أطمح أو أتطلع أن يحبني شخص
لم يعد هذا من أولوياتي ولن
أنا امرأة هزمها الحب وأصبحت بقلب قاسي
رغم أنها مازالت حانية المشاعر
إلا انها لم تعد تثق في الأشخاص
ليت الصدفة لم تحدث
ليت السنوات لم تمضي
ليت ..ليت …لكننا لا نستطيع
لا تستطيع سوي البكاء على الأطلال
على حُلم جميل كنت أتمنى أن أعيش فيه
لم أكن أريد شيء كبير
كنت أريد الصدق الحب الانتماء
لكني لم أجد غير الأنانية والضعف
لم أجد غير خيال يعيش دور الخيّال
لم يعلم بأني قوية وأستطيع الاقتصاص
لكني مُحبة ونقطة ضعفي القلب
لكني غسلته و أخرجتك وقفلت الباب
لكي لا يدخله الذباب
فهو اغلى وأثمن ما أملك
لذا لن يدخله بعدك قرد
فهم كثيرون ونحن لا نمتلك المصل
انتهت قصتنا من سنوات
لكني كنت أعافر لكي أنجح
لكي أمتلك قلبك أو حتى أصبح به
لكي تحبني مثلما أحببتك
لكي تستيقظ من غفلتك
لكي تعرف من أنا وتضعني في عينيك
لكي تقّدر حبي فقط وأنول المراد
لكن للأسف ضاعت سنوات العمر في الانتظار
ووهن الشعور قبل الجسد
فلم يعد عندي صبر ولا حتى قلب