مُكعبات العشق
كلما تتراجع
أدنو منك
أنت نجمة
أحرقت بيتي
أنت الموسيقى
أنا أسمع روحك الآن
في الغابة المعتمة
ثمة قلبان فقط
بعد أن اختفى العابرون
و العصافير
غاب القمر فجرا
القمر ظلك نهارا
أغفو كل ليلة
على هزج نبضك
الكلمات تجمع شظايا الروح
و الأيام تفرق الأجساد
لا موطن لي
غير قلبك
خرابي
كيف سيرممه
هذا القلب العاشق
أحب البحر
لأنك غريق فيه
قدماي لا يسيران
إلا على زهرة أثار قدميك
كيف تضيع السفن
و ضوؤك يفتح لها ممرات الليل
انت محراب دمي
و قبلتي التي
تنمو
على
شفتي
مهران بن عزيز شاعر لا ككل الشعر اء. فهو لا يكتب القصيدة ولا ينظمها ولا حتى يرتبها .. إنما هو شاعر ينطق الشعر على السليقة ويشعر بدل ان ينظم لأن الكلمة عنده تصّعّد من اعماق روحه النرجسية لتعبر حدود الوزن والقافية. وعلى هذا النسق كانت ” مكعبات العشق” لا تحفل بالمنظوم التليد بل تقفز نحو التجريب. فمهران يبحث لنفسه عن ممرّ شعري جديد يدغدغ به قلوب قراء وهكذا هم الشعراء الكبار يتلذذ ون بركوب كبار القصائد لأن التقليد تراوده كل الانفس فلا لذّة فيه. ومن وجوه الوعورة في هذه القصيدة _ وهو ضرب من المجازفة دأب عليه مهران _ اللعب على المناقضات دالا ومدلولا ليحتفي بمعان جديدة لم يسبق إليه احد ناهيك في العنوان .. مكعبات العشق.. فلا علاقة ظاهرية بين المضاف ” مكعبات” والمضاف إليه ” العشق”. وهذا ما يسمى في اللغة بالاستعارات العرفانية فقد جعل الشاعر للعشق مكعبات كما جُعل للجبل رأسا. فهذه الاستعارات من شأنها ان تولد دلالات مختلفة في القصيدة. ترى ماذا يقصد شاعرنا بهذا الغموض في العنوان.
إعجابإعجاب