نهاد كراره تكتب ارحل لست بشجرة


 

صراخ من حولي لا أرى مُطْلِقَهْ
ارحل
ارحل
ارحل أنت لست بشجرةْ
أخطو خطوتين للأمام
أتعثر في جذوري
أستلقي بصمت بلا تعابير مدهشةْ
ولا حكايات تُروى، أو إنجازات تُحكى
أتجمد في انتظارٍ أبله للتحول لعصفور
يهجر بقعته المؤلمةْ
أو فراشة تطير لتكتشف مدن الضوء البعيد
‏ربما لقطرة مطر تسقط في أرض مزهرةْ
‏أنظر لحلكة السماء متسائلة،
‏أين ذهبت النجوم
‏هروبها المفاجئ من أمامي يحزنني
‏أحب صفحة السماء مرصعة بالأحلام،
‏شعاع من النور يتسرب على استحياء،
‏أنتظره أن يضيء العالم
‏ لكنّه ضعيفٌ جدا على ذلك
‏وأنا أضعف من أن أمدّ يد العون له،
‏قطرات الندى تتساقط ببطء
‏أعتقدت أنها ستروي عطشي
‏ لأستطيع الوقوف من جديد
‏لكنها تزيد الظمأ،
‏ارحل
‏ارحل أنت لست بشجرةْ
‏أقف من جديد في محاولة أخيرة يائسة للبقاء
‏أمد أفرعي تجاه السماء أرجو القليل من أي شيء جميل
‏لم أطلب أبدا سوى القليل
‏ابتسامة رضا تسقط على وجهي
‏تلتصق بشفتي معلنة وقت الجمود على لا شيء
‏دموع متحجرةْ
‏ ترفض أن تنهمر مطرا على أرضي،
‏فتتحول لقيد حول عنقي، يلفني بحوافه المدببةْ
‏لايقتلني لكنه يدمي عنقي في صمت،
‏إحساس بالخوف والوحشة يعتريني
‏كما الوقوف في بطن قبر مغلق
‏الصيف هنا وبداخلي أشعر بعاصفة من جليد
‏لكن الغريب أنه جليد يأكلني من الداخل كما تأكل النيران قطعة ورق ملقاة بإهمال
‏أشعر بالفناء…
‏تتعفن جذوري الممتدة في عمق الحياة
‏تموت ببطء… أشعر بها تنطفئ
‏إذا أنا بالفعل شجرةْ
‏لن أتحرك من هنا
‏والشجر المنفرد يموت وحيدا.
‏#تخاريفنهادكراره
‏#نهاد_كراره

الإعلان

1 Comment

  1. قد لا اصل الى ما ما تحدثنا به استاذتنا نهاد وهل هي مجرد تراكيب منمقة لا
    ولكن كلمات بفلسفة خاصة ربما لن اصل الى ما كتبت اساذتنا ولكن تداعب روحي الكلمات فارجوا المعذرة
    شعاع من النور يتسرب على استحياء
    تلتصق بشفتي معلنة وقت الجمود على لا شيء
    كما الوقوف في بطن قبر مغلق
    تتعفن جذوري الممتدة في عمق الحياة
    فإحباطاتنا تلك كلها تنبع من إيمان ضمني بعالم يسير وفق إرادتنا، و”اقتناع، يكاد يكون هزليا (بغض النظر عن آثاره المأساوية)، أن إحباطا بعينه لم يكن مدونا في عقد الحياة”. وذلك الإيمان بعالم يسير وفق إرادتنا، ينم بدوره عن تصوّر لكون عادل يسير على مجموعة معينة من القواعد لا يحيد عنها، واعتقاد أننا إن لعبنا بنزاهة بحسب تلك القواعد، فسنحصل، كما نظن، على ما نريد. وحسب ذلك الاعتقاد،
    وكم هي هذه الحالات “التي يتصرف فيها المرء على نحو صحيح، ولكن تصيبه الكارثة رغم هذا، سيترك المرء مذهولا وعاجزا عن مناغمة الحدث مع نظام العدالة. يبدو العالم عبثيا”. ولمقاومة ذلك “لا بد من تطويع أنفسنا مع اللا اكتمالية المتلازمة مع الوجود، سنقلع عن الإحباط حالما نقلع عن كوننا مفعمين بآمال كبيرة”. فأصل كل إحباط ليس كون العالم مكانا غير عادل، بل إيماننا بعكس ذلك
    قد تكون حالة من الهياج بشأن وضع مربك يتمنى المرء أن تكون نتيجته مفرحة ويخشى أن تكون سيئة. وعادة ما يترك من يعانون منه عاجزين عن الاستمتاع بالنشاطات المبهجة المفترضة، ثقافية كانت أم جنسية أم اجتماعية”. أمام عشوائية الحياة، والمواقف الكثيرة التي نواجهها ولا نعرف أستنتهي إلى ما نريد أم ما نخشى، يبدو الشعور بالقلق إحساسا طبيعيا تماما
    واخيرا كما قال أدرك نيتشه أن السعادة والألم نصفان من كلٍّ واحد هو الحياة، وأنك لا تستطيع تجنب أحدهما دون حرمان نفسك من الآخر. فالحياة مثلما هي قادرة على إصابتنا بما يؤلمنا، ففيها أيضا الكثير مما يستحق أن يُعاش
    شكرا لك استاذنا الرائعة على هذه الفلسفة الراقية الحزينة

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.