صفاء المنطاوي تكتب أمي
لم ولن تكوني ذكرى
فحبك كان ومازال يسري في دمي
فمن أحب لا ينسى ولا ينشغل عن حبيبه الغالي
حتى لو كان تحت الثرى فروحه تحوم حولي
أشعر أنا به أنه لا يتركني أبدا من شده تعلقي
أراه أمامي في كل لحظة..كل موقف فى جميع أيامي
أذني تسمع صدى صوته حتى في أحلامي
الحب الذي ملأ الفؤاد لن يزول وينتهي
فأمي أجمل نساء الكون أو هكذا دوما أراها
عاشقه أنا لها وأفتخر أني لها أنتمي
من قال أن الذكريات ترتبط بالحب
فالحب فعل حاضر ولن يكون أبدا ماضي
حاضر بكل ما يخصه لكي نبتسم تارة وأخرى نبكي
نبتسم لحضور روحه ونبكي لأننا لن نحتضنه
أمي كانت حانية القلب هادئة الطبع في حضنها تربيت
تمتلك جناحان كما الملائكة لتحمينا من الزمن
كانت الأمن والأمان والطمأنينة ومن بعد فقدها تُهنا
اختلطت دروبنا ولم نعد كما نحن
كانت قلعة حصينة لم يخترقها عدو ليأذينا
كانت تمتلك حنان الدنيا ليس لنا فقط
كانت حديقة تمتلأ بما لذ وطاب ومن بعدها جفت
لم تعد تثمر فقد حزنت على موتها فماتت معها
كانت باسمة الثغر راضية بكل ما يحدث
من بعدها ضاع الرضا وتمرد
كانت مثل وقدوة تتميز بطهارة القلب
فلم أجد شبيها لها
سنة الحياة الرحيل لكنه قاسي
حتى لو مرت سنوات وقرون فهي خالدة وثابتة