محمد كمال يكتب مراجعة لرواية قلادة مَردوخ.


 

محمد كمال يكتب مراجعة لرواية قلادة مَردوخ.

سوف يحاول الكاتب خِداعك بإيهامك أنها مجرد قلادة كما خدعني في البداية، لكنني فهمت فيما بعد أنها المصير الحتمي الذي ينتظر الملوك والحكام في كل الأزمنة على الأغلب. سوف يأخذك الكاتب في جولة، ليست حول العالم فحسب؛ بل عبر الماضي والحاضر والمستقبل.

لن يجعلك تسافر ببساط ريح أو مكنسة ساحرة أو حتى بالطائرات والصواريخ؛ وأنما بتلك القلادة.

قلادة مردوخ، إله بابل، تلك التي تقتل كل مَن يرتديها، وهناك من عرف سرها، فجعلها أهم جنده ومعاونيه في التخلص من أعدائه.

تبدأ الرواية بعهد الرئيس الأمريكي جون كيندي، ثم ينقلنا الكاتب بسرعة لم تُحسب بعد ويوغل بنا في أعماق الماضي السحيق حيث مملكة بابل العظيمة ومليكها حمورابي، ثم تتوالى العصور عليك وأنت تنظر إليها من نافذة مركبتك العجيبة، من عباسيين ومماليك وقادة الثورة الفرنسية وغيرهم حتى نعود للولايات المتحدة الأمريكية.. ثم نقفز نحو المستقبل.

نتعرف خلال تلك الرحلة الشائقة على الكثير والكثير من خفايا التاريخ، ونطلع على أسرار الملوك والأمراء والقادة، ونكشف ألاعيبهم واتفاقاتهم السرية ومؤامراتهم على بعضهم البعض، نشاهد الدماء تصنع بركًا، وأشلاء تتطاير، ونتيقن أن القتل العمد هو في الغالب المصير الذي يتربص بعاشقي الكرسي والمنصب.


قلادة مَردوخ، قصص رائعة نادرة من التاريخ، في إطار درامي ممتع، وأسلوب قصصي مسلي، ولغة قوية رصينة وسلسة، وتهذيب ليس بعده تهذيب.. استمتعت برحلتي بصحبتها كثيرًا وأُرشحها لكم.

الرواية حاصلة على جائزة الدولة التشجيعية.

صدر للكاتب كتاب تاريخي عظيم بعنوان: فرعون ذو الأوتاد.


هااااااام جدًا:
الكاتب انقطع فجأة عن النشر عبر حساباته على السوشيال ميديا منذ فترة طويلة.. ولا أحد يعرف لماذا، أو ما هي أخباره.. وهذا ما دفعني تحديدًا لكتابة هذه المراجعة.. علها تصل لمن يعرف أخبار الكاتب ويطلعني عليها.


اقتباسات من الرواية:

غدًا يواري الصندوق في مكان خفي بجدران برج بابل السفلية يذكره منذ صغره، سيذهب إلى هناك في الخفاء ويؤدي المهمة، سوف يودع العالم القلادة لأجل غير مسمى، عساه أن يكون للأبد. لن يكون في العالم بعد اليوم ما يسمى بقلادة مردوخ‬⁩.. هكذا كان يأمل «حمورابي»!

سيدي، إنّ النفس البشرية لنزاعة إلى السقوط في الفتنة أكثر من نزعتها للتعقل والتدبر والتراجع عن نزغات الشيطان.

كم تمنى أن تعود به الأيام ليحاول بكل جهده أن يحد من سلطة «مردوخ» وكهنته، حتى لو بتعظيم آلهة أخرى، لكن الوقت قد فات لذلك، المهم ألا يسمح أن تزداد سطوة «مردوخ» على العالم أكثر مما هي عليه الآن.

ما أنتم إلّا أبناء الشيطان.. كالحشرات النتنة التي تترك الخراب في كل مكان تطأه كالسرطان الملعون، مُلكتم القوة.. وأعطانا الله الصبر والدعاء.

— محمد كمال

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.