عشر أيام مرت منذ أغضبتني عامدًا. لم أكتب فيها حرفًا، فقد زهدت رفقة الورق والأقلام.
وكيف لا أفارقها وهي دائمة التحدث عنك؟
تذكرني بأبجديتي التي تبدأ باسمك، وتنتهي بأحبك. تجمع لي كلماتي فيك، وتنظم لأجلك الشعر. تتراص على صفحتها ملامحك الضحكة، فأحن لك بجنون، كأن ما كان، لم يكن، والعفو يمحو جريرتك، فأنسى، وأخط لك نبضات قلبي خطابًا لا تنتهي سطوره، عنوانه أفتقدك، ثم أعود لأتذكر فعلتك، ورحيلك دون وداع، وتركك أياي عشر أيام دون أعتذار أو سؤال، فتثور البراكين في نفسي، وأتسائل متعجبة، أنى لي أن أصفح دون أن تسألني الغفران؟
كيف طاوعك قلبك على جرحي؟
أعتدت الغياب، فلم يعد للساعات دون مرارة؟
فأمزق خطابي، وأمحو كلماتي، وأعتزل الكتابة. لا أعلم إلى متى.
#صفاءحسينالعجماوي