يا ليتني غيمةٌ تكتبها حنان العسيلي
تلك السماء بسحبها الداكنة ،وشمسها التي تسطع يومًا بعد يومٍ.
ذاك القمر البعيد الذي يسير مع خطواتي حين أجوب بالشوارعِ وحدي ليلًا كأنه يرافقني ويؤانسني لنتحدث معًا،ونتبادل الحكايا والدموع والبسمات.
ألا تستحق السماء منّا بضع لحظاتٍ قليلة ؟
وكثيرًا من الشكرِ على عطاياها السمائية؟
صوتٌ جميلٌ وكلمات عذبة تتوجهما ألحانٌ حالمةٌ هي أقصى أمنياتي في تلك اللحظات..لا أودُّ محادثة البشر ولا سماعِ أصواتهم!
يكفيني صوت السماء حين تفيض سحبها بمشاعرها الدافئة لأنسى هذا العالم ولو قليلًا..
لأستعيد أنفاسي،وأسترد أفكاري المتطايرة المتزاحمة.
أهمس بيني وبين نفسي:”ياليتني غيمةٌ!”
أحلق في السماواتِ البعيدةِ وأحتضن السحب،وأسكن يومًا بجوار القمر،ويومًا آخر أحادث النجوم وأستمع لأسرارها..
أبتعد عن هذا الكم من المشاعر البشرية المُرهقة المادية الأنانية!
يا ليتني غيمةٌ أسكن فوق نوافذ من أحب،وأعانق أحزانهم في كُلِّ ليلةٍ،فأربت قلوبهم وأحنو عليهم ببعضِ المطر..
أتحدى الزمان والمكان،فلا تمنعني مسافات ولا أزمنة،ولا يُقيدني توقيت.