أصرخ في داخلي: أحتاجك.
أنت غائب، أنت حاضر.. لا تتغير الصرخة: أحتاجك.
كيف تكون جواري ولا تكون، أفتقد حضورك غائبا كنت أو موجودًا. لماذا عليّ أن أفتقدك بينما تفصل بيننا بضعة سنتيميترات؟
لا يحبني الصمت ولا أحبه. لا أستطيع الصمت ولا أتحمل صمتك. أقولها لك: أحتاجك! تأملني بقرب اللقاء وسرعة الأيام. تمر الأيام وأراني أعيد الكلمة ذاتها، فماذا ترى؟ وما تفسيرك؟
خدومٌ مُحبّ، لا تتقن قول لا، تعوض كسلي المُمرِض.. وهذه حاجة البدن.
ثم يهجم الليل بقدرته على تنويم الجميع، إلا أنا. من كل أعماقي يشدني النوم، لكن شيئا ما داخلي ما زال يقاوم!
لا أريدُ النوم ممتلئة العقل، مشغولة البال، مزدحمة بالكلمات في كل جزء مني.. أريد أن أنام فارغة من كل شيء. لا أريد أن أستيقظ على كابوس، لا أريد أن يهاجمني الجاثوم، أريد أن أفرغ حملي قبل النوم.. أن أحكي وأبكي وأبكي وأبكي.. أحاول شحذ طاقتي لبقية الأيام، أحاول المقاومة للاستمرار في الحياة بلا موت، وهذه حاجة الرُوح.
أكرر: أحتاجك. لرُوحي، لدمعي، لكلمي، لعذابي.
أحتاج حضورك قبل الجسد. لا تدعني مستوحشة في غيابك. حاذر أن أفتقدك وأنت هنا.. جواري.