انظر حولك يكتبها عبده مرقص عبد الملاك
كنت فى الصالة احتسي كوبا من الشاى و أشاهد برامج التليفزيون رن
(الموبايل) و إذا بالمتصل ابني الطالب بالثانوي الذي يذاكر دروسه بالغرفة التي أمامي و أنا أراه و اسمعه فعجبت و سألته عما إذا كان يجرب موبايله فأجاب بالنفي و قال أنه لديه سؤال فى المنهج فأجبته و عرضت عليه أن يأتي لأشرح له كل ما يتعلق بالسؤال , فشكرني قائلا : عفوا يا والدي, ألم تنظر حولك ؟ فضحكت باستغراب إذ أن هذا الابن ولد بعد ( انظر حولك ) بعقود
سألته ماذا حولى ؟فقال, انظر على الجدران حولك و أنت ترى ,
رفعت رأسى و نظرت كما قيل لى فوجدت أن الجدران التى كانت تزين بصور دينية و شخصية أصبحت تحمل لوحات كتب عليها بخط جميل :
من أجل سلامتك و سلامتنا احرص على التباعد الإجتماعي,
و لما كنت ممن ينفذون التعليمات من أجل السلام الاجتماعى و الاستقرار الأسرى تقبلت الأمر على مضض و عرفت لما تم هجر مجلسى وأدركت أنه تم تجديد اقامتى و اقامة الحجر على, إذ أن كل العوامل تضافرت على من كورونا و احالة للتقاعد و الشيخوخة و ما يصاحبها من زهايمر و غيره و لعل ذلك كان كامنا فى النفوس و لم أدركه و تلك المحاولة لإقصائى عن الساحة و تجنب التعامل معى
و تقوقعت على ذاتى و دخلت قمقمى و قطعت صلتى بالعالم ,لا زهدا و لا كراهية لأحد ,و لكن لإحساسى بأننى لم أعد ذلك الشخص الذى يرغب فى معاشرته الناس ,,, و فى وحدتى عشت مع قلمى و أحزانى .ماتت أحلامى و خابت توقعاتى
يا له من انهيار ذلك الذى حدث
عبده مرقص عبد الملاك