قلب من نار !
لقد عمَ الدخان المكان لقد شممتُ رائحة حريق ، كان صوتها عالي جداً نظرتُ إليها لكني لم أري وجهها كان الدخان كثيف لكن صوت ضحكتها كان مخيف ، تسللتُ إلي خارج منزلي فرأيتها بالقرب من حفرة نار ، صرتُ خائفة منها كثيراً ، عندما رأيتها تلقي بأشياء داخل حفرة النار رأيتها تحرق أشياء كثيرة ، لم أري بوضح ما هذة الأشياء وعندما إقتربت وسألتها ما الذي تفعلينه ؟
– قالت لي : أحرقهم .
– قولت لها : ما الذي تقومين بحرقه وسبب في كل هذا الدخان ؟
– قالت لي : أحرقهم أحرقهم ها هم.
وعندما نظرت لم أري شئ سوي رماد رماد فقط
– قولت لها : لايوجد شئ في حفرة النار !
– قالت لي : لقد كانوا هُنا وأنا أنتهيت منهم وأصبحوا رماد .
لقد نظرتُ في عيناها وكانت عيناها تختنق من كثرة الدمع ، عيناها كانت مثل شخص غريق يختنق ، تركتها وذهبت ونظرت لها من بعيد وقولتُ ، هل حرقت حقاً من قاموا بإذائها هل قامت بقتل أحداٍ بالفعل ؟ ، رأيتها تأخذ الرماد وتقوم بنثره علي وجهها وجسدها كله ، كانت تردد جمله غريبة ، كانت تضع يدها علي قلبها وتقول مثل ما فعلوا معك فعلت معهم كنتُ أنظر لها من بعيد ، وأتسائل هل حقاً كانت تحرق أشخاصٍ، أم ماذا كانت تحرُق ؟
ولكني علمتُ أنها كانت تأخذ كُل تذكار كُل هدية أهداها أحداً منهم لها وتلقي بِها في النار ،كانت تَذكُر حين إلقائِها للأشياء أسمائهم كانت تبكي بشدة كانت الدموع تسيلُ علي خديها مثل النهر ، كانت تكتب ما قاموا بفعله معها علي ورق وتقوم بحرقه مع الأشياء ،أتسائل ماذا فعلوا لها لتفعل كل هذا ؟ ،
حرقت كُل ذكراهم حرقت كُل ذكري بينها وبينهم مثلما حرقوا قلبها الصغير ، كان عذائها الوحيد هو حرق أشيائهم وحرق ذكرياتهم وهكذا قامت بحرقهم .
كان هناك سؤال يراودني حينها بعد أن عرفتُ كل شئ ، (هل حقاً من الواجب علي من أحببناهم أن يعاقبونا هكذا لمجرد أننا أحببناهم أكثر مما ينبغي) .
هالة منير
جريدة الفكر الحر 