الأسبوع الرابع
#قرأتلكالفكر_الحر
كتاب .. ضربه في قلبك – أحمد رجب
أحمد رجب كاتب صحفي و ساخر اعتاد أن يكتب في صحيفة أخبار اليوم, ذكي و خفيف الظل يستطيع التعبير عن نفس الفكرة مرارا و تكرارا و هو كاتب بارع في إعادة انتاج نفسه.
من ينكر مقاله اليومي الثابت في أخبار اليوم! بعنوانه الاشهر علي الاطلاق ” نصف كلمه ” أو مشاركته الباهرة مع رسام الكاريكاتير العظيم – مصطفي حسين – و من يتغافل الشخصيةالكاريكاتيرية الخالدة “عبده مشتاق” !
اتفقنا أم اختلفنا .. فإن أحمد رجب كاتب ساخر من الطراز الرفيع مع تحفظنا علي الافكار التي تبث من خلال مقالاته او طريقة العرض نفسها. ومن اعماله المحببه كتاب ” فوزيه البرجوازيه ”
أما الان نتناول كتاب ” ضربه في قلبك ” و نقتبس منه قول الكاتب ” الحب رجل و امرأة .. أو هي شراكة أبدية بين رجل و امرأة , واحد شريك و الثاني .. شريك مخالف”
كالعادة لا يفشل أحمد رجب في إضحاك من يقرأ. إما أن يضحك القارئ علي معاناته أو يضحك علي الطرف الآخر.
و الكتاب عبارة عن مقالات نثرية ساخره عن الحب و الزواج و العلاقه بين الرجل و المرأة و كيف يختار الطرف الاول الطرف الاخر في العلاقه و كيف يعرف الكاتب الحب بطريقته الساخره و الفرق بين حب الرجل و حب المرأة و كيف يحب الرجل و كيف تحب المرأة و الفرق بين الحب و الزواج و الفرق بين نفس الزوجين قبل الزواج و بعده ..
” الحب يختارك و لا تختاره و عليك أن تقبل بكل شروطه و من شروطه أحيانا أن تقع تحت وصاية انسان اخر أو تحت نفوذه, يسعدك حينا و يشقيك في معظم الأحيان, و مع ذلك فهو انسان باهر و مدهش و لا مثيل له في العالم ”
ثم هناك بعض القصص الجميله الممتعه في الجزء الثاني من الكتاب منها ( الزعيمة – مشكله للبيع – الأميره تاي – بابا جدو ) وغيرها. و لا تعليق علي القصص فهي رائعه , ساخره و ممتعة بذاتها , و بها فائدة و دروس مستفادة .. و هذه القصص قد خلقت التوازن المطلوب في هذا الكتاب حيث انقذت الكاتب من الملل الذي قد يصيب القارئ بسبب تكرار افكار المقالات .
و لغة الكتاب لغة صحفيه سهلة أقرب للعامية منها الي الفصحي البسيطة مع أنه قد يشعرك بالملل في كثير من الاجزاء نظرا لتكرار الفكرة خاصة في المقالات المتتابعة عن طريقة المرأه في اختيار الزوج و انخداع الرجل حتي (يدخل القفص) أو (يشفي من العمي) و يراها بعد الزواج (علي حقيقتها) .
عالج أحمد رجب الحب بشكل – أقل من العادي – لم يمجده و لم يشرحه و لم يوضح ماهيته و لا كيف حدث و لا متي يحدث! إنما قدم طرحا حصر فيه الحب في الزواج و طريقة (اصطياد المرأة للزوج ). إما أنه يضع العدسه المكبرة علي مشكلات المجتمع و يناهضها بسخريته تلك – و أري هذا مستبعد – أو أنه تأثر بصداقته و ملاصقته للفنان مصطفي حسين فتحول بالادب الساخر الي الاسلوب الكاريكاتيري!
” و لأن الحب من ألطف أنواع الجنون, فليس هناك أسوأ من الانسان الذي يعرف الصواب تماما و يتجنبه, و كل العشاق يتجنبون الصواب لأنه عين العقل, و العقل يذهب بالحب, بعكس الزواج الذي يذهب بالعقل ”
واختلف معه في كثير من المقالات, فبغض النظر عن طريقته الممتعه إلا أنه كان هجوميا و متحاملا علي المرأة, حتي و إن كان يبدو بعض ما قاله صحيح عند بعض الرجال أو بعض النساء, فكل شخص له تجربته الحياتيه و الوسط الذي تعامل معه و لكنه لم يكن واقعيا كما يريد أن يوهمنا بذلك. حتي و ان وجد ما يؤيد أفكاره من الجنسين !
و لنضرب مثالا من الكتاب نفسه فكما يلي .. يـبدأ مقال (اعرف عدوك _ حواء الجميله) بـــ
” المرأة هي التي تعلم الرجل الحب. هي الاستاذة و المدرسة و الناظرة, و هي حريصه علي رسوب الرجل في كل امتحان أمامها , و هي تستغل طبيعته بدهاء .. فالرجل بطبيعته غبي لأنه يعطي لنفسه تفوقا عنصريا لا وجود له ..”
و يبدأ مقال (اعرفي حبيبك اللدود) بــــــ
” ليس الغواني فقط اللاتي يغرهن الثناء, بل الرجال أيضا, فأنت تستطيعين أن تسيطري علي عناد الرجل و أن تحمسي أي مناقشة لصالحك بمبادرة في بداية المناقشه توهمينه فيها بأنه ذكي و عبقري و شخصية لا تتكرر, فنحن الرجال فينا نزعه طاووسية حاده تجعلنا نختال و نتيه و نعمي عن حقيقتنا …, و إذا كان الرجل يدفع الذهب قديما و يحمي المحاسيب حديثا ثمنا لأن يسمع منهم كلمة في مدحه , فلماذا تبخلين عليه بالكلمة الحلوة خصوصا أن كل رجل منا, طيب و علي نياته.”
هاتان البدايتان لمقالين علي التوالي, يحملان نفس الفكره و نفس التحامل الواضح علي المرأة. و يسير المقالان علي هذا النحو و إظهار المرأة (بالثعبان) أو (الوحش الكاسر) أو (الست المسترجلة) .. و لكنك في النهاية تقرأ لأحمد رجب الساخر, فلا تقس فكرا و لا مبدأ علي ما يكتبه, فقط ابتسم و تقبل السخريه بصدر رحب , حتي تستطيع اكمال القراءة.
و إن عدنا لبداية الكتاب فمقال (أعمي يقوده مجنون) و مقال (حب و كيمياء و سبانخ) – وهما اللذان يبدأ بهما الكاتب سلسلة مقالاته – يوضحان خارطة الطريق لمعظم المقالات التالية و تنتظم عناوين المقالات بشكل ساخر و مثير للضحك و للملل أحيانا.
فقط بعض الاستشهادات و الأبيات الشعرية و الأقوال المأثورة التي ترصع السطور بين حين و آخر هي ما تهون علي القارئ التكرار المفرط في عرض الفكره بنفس الطريقه و لكن بنكات مختلفه لا تفشل في اضحاكه.
رأي خاص :
(أعتقد أن الاستاذ أحمد رجب كان يكفيه من أربع لـخمس رسائل في عموده الشهير ” نصف كلمه ” ليقول كل ما قاله في مقالات هذا الكتاب و بشكل أوقع و أكثر تأثيرا و أكثر ظرفـا كـذلك)
#Garrahi