اعتدال الڨاسمي تكتب
الحب لا يحلو إلا في فلسطين🇵🇸🌹
أمسكت زجاج النافذة بأصابعي وركبت أمواجَ مخيلتي التي ينخرها عشقك منذ سنوات عديدة..
الخيال هذه المرة مختلف جدًا..
هذه المرة صوت الآذان والتكبير في كل الأرجاء، المصلون يتوافدون من كل الأزقة، المسجد الأقصى، وقبة الصخرة ومسجد عمر ابن الخطاب… تمسك أنت يدي وتهمس في أذني:
“فليشهد الله أني لم أشهد جمال عينيك في حياتي”.
أخجل أنا وتبتسم أنت، ثم نهرول للصلاة..
نطير بعدها إلى رام الله.. رام الله.. “ستقع في حبها مرغمًا ليس لأنها الأجمل؛ بل لأنها الأعمق، تعُج برائحة لم أشهد لها مثيل من قبل… مدينة سرقت قلبي مني.
نتأرجح بين زقاقها ونرقص سويًا على أنغام الحرية، نصعد إلى إطلالة المدينة؛ يشرد بي النظر في الأرجاء فتقول لي:
_ “نيال الي ماخذ عقلك”.
ولا تدرك أنه أنت من فعل.. فعل وبشدة، فقد أفقدتني عقلي وسرقت قلبي وكياني، وترجمت عشقي لمدينة الصلاة في أجمل ابتسامة على المجرة، ثم نهرب إلى غزة -الأقرب إلى قلبي- تلك المدينة التي دفنت في أحشائها الكثير من الجثث، والخذلان، الكثير من الدماء والحرية، الكثير من الحب رغم الوجع، والكثير منك.
دفنت فيها الآن أنا قلبي، بالقرب منك، بالقرب من أرضي وانتمائك، يصعب الوصف هنا، فقد أصبحت حروف اللغة عاجزة أمامها وأصبحت أنا عاشقة تفتقر لأسس الكلام حتى..
فأنا الآن لا أجيد سوى الحب والابتسام.. وكلاهما حلال عليك..
ومن ثم إلى عكا، طولكرم، وقليقليا وكل مدن فلسطين..
حياتي كاملة لن تكفي لاستكمال الزيارة.. فخذ قلبي وطُف به أرجاء فلسطين؛ فليشهد الله كم أفنيت سويعات في تخيل مشاهد أعشقها رغم فقداني..
ها أنا اليوم خائرة القوى أمام فقدانك، لم أجدك بعد.. ولكني لن أستسلم وسأجدك.. أعدك فكل التجارب مغالطات كاذبة، فالحب لا يحلو إلا في فلسطين.
تدقيق لغوي/ شيماء جابر
جريدة الفكر الحر 