د.إبراهيم محمد إبراهيم يكتب الأحصنة البيضاء


 

الأحصنة البيضاء

تولد الفتاة المصرية ويحيط ميلادها كثيرا من العادات والتقاليد المتغلغلة فى اعماق اعماق بيئتنا العربية وتحديدا المصرية فالأم تبدأ على الفور ومنذ نعومة اظافر المولودة فى شراء لوازم الجهاز على عريس فى علم الغيب ورويدا رويدا تزخر اعالى الدواليب واسفل الأسرة بأطقم الصينى والأوانى من كل شكل ولون الى آخره
وتشب الفتاة وتسمع كلمات بيت العدل والرزق بعريس إبن حلال فتتمحور شخصيتها حول حلم المجهول المنتظر وفى مرحلة من العمر تبدأ احلام الفارس ذو الرداء الابيض والحصان الابيض وكيف سيختطفها خلفه على ذلك الحصان بداية لحياة بين المروج الخضراء والجنان الغناء فماذا لو لم يصبها الدور فى طابور الزواج؟
وهى لا تملك لنفسها شيئا بل قد تكون الظروف امواج عاتية تقف حائلا بينها وبين تحقيق هذا الحلم الوردى ستعيش على ذكراه والحسرة تعتصرها ولا ذنب لها ، رغم أنها لو لم يفتها قطار الزواج لوجدت نفسها بين طبخ وكنس ومسح وغيره وغيره بالأضافة الى عملها ان كانت تعمل وستكون كمن سبقنها عبيدا للفارس ذى الحصان الأبيض واولاده من الجن الاحمر
ولكنها الحياة تمضى بنا ولا نبذل اى جهد لتغييرها ونعتبرها سننا كونية والاولى ان تعيش الفتاة لطموحاتها واحلامها هى، تتعدد وتتباين ولا تتمحور حول فكرة واحدة.
واتذكر بالأمس القريب وبمدينة الاسكندرية عروس البحر المتوسط ان امرأة سبعينية ارتدت فستانا ابيضا وطرحة الفرح وتزينت وخرجت للناس وحيدة كعروس بكامل زينتها وسألوها اين العريس ؟ لايوجد فتبرع احد المارة بمرافقتها وغنى الجميع ورقصوا من أجلها وفى مفاجأة اتضح انها حاجزة لقاعة افراح فذهب الجميع معها
هل تعرف ماذا اجابت عندما سؤلت عن كل هذا ؟
كان حلم العمر وها أنا ذا قد حققته وكانت تشعر بالرضا الكامل و لم يرحمها الاهل ولا البعض وسلقوها بألسنة حداد ولكن كل الاحترام وكل التقدير لهذة المرأة التى صنعت حلمها بيديها صحيح انه غير كامل ولكنها اجتهدت وفعلت ما رأته كافيا بعد ان مرت السنين .
لا شك أن الظروف التى نعيشها هذة الايام جعلت اعباء الزواج رهيبة وكم من الاحلام سوف تتبدد ووأد الحلم اشد ألما من وأد الجسم وعلينا جميعا الا نغالى وان نيسر ليعف الشباب ونرفق بالقوارير فهن زهور دنيانا .
د.ابراهيم محمد ابراهيم

الإعلان

1 Comment

  1. جميله احنا كاهالي نفسنا نعمل لبناتنا مثل امهاتنا لكن كل اللي كتبته في مقالك جميل نحني احيانا نجني على بناتنا بعادات باليه لكن الأمل والعشم حلو برضه كاام بتكلم من قلبي والله المستعان فتح الله
    عليك ويسر لك حالك لنصائحك الغاليه

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.