عزيزي الغائب الحاضر”أبي” صباح الخير ولا خير بدونك كالمعتاد
اليوم ربما يكون الأحد؛ الأيام عندي متشابهة الآن
لا أدري في أي شهر ميلادي ولكنني ما زلت أتذكر العام الميلادي جيدا “٢٠٢١م”
أنه “عام حصاد أرواح البشر” ولن أنساه أبدا
وكم هجري؟!
لا أدري، كل ما أعلمه أنني ما زلت في شهر شوال ١٤٤٢هـ
أ تعلم لِمَ أتذكره؟!
أتذكر خوفك من صيامي المتكرر وتلقيبك لي ب” صائمة الدهر”
أبي صدقني
الإنسان لا يموت من قلة الطعام، ولكنه يموت من ألم الفراق
أبي، أطمئن، الحياة استمرت كطبيعة الحال، ولكن الحزن ملازمني في كل الأوقات ويقتات مني القلق كلما تذكرت مشهد الوداع
يقولون أن للأيام مرارة وحلاوة أن وجدت، فصدقني لا أتذكر متى ضحكت ولم أذق منها سوى المر العلقم قط
وها هي مضت الأيام بكل مرارتها، ومن يصدق أنه مر ستون يوما على رحيلك ولم ينقص حزني بل يزداد
ألم أخبرك أن علاقة حزني طردية مع الأيام؟!
الحزن يغير ملامحنا ولن يتركنا إلا بعد أن يمتص كل دمائنا
البعض يسأل عن عمري، لا أدري ربما أكون في الأربعين، وربما أكون في الثمانين الآن
كل ما أتذكره أن عمري كان محصورا بين شيئين
الأول هو صوت الميكرفون وهو يدوي في أذني، ينادي اسمك توفي إلى رحمة الله
والشيء الثاني لقد خرج النعش الآن
أعلم أنك من مات ودُفن ولكنني دُفنت معك ولا حياة بعدك
ما ألعنه يوم، سأظل أتذكره مدى الحياة ويتكرر البكاء
يقولون لي:- يجب أن اتماسك وأومن بالموت وأن جميعنا سيرحل يوما ما
ولكنني كما أنا، أعاند القدر وأحتاج إلى تغيير الكثير من المعتاد
أبي، افتقدك، أهرع إلى صورك حتى تشبع عيني ووجداني منها، كل ما أتوق إليه واتمناه هو رؤيتك في الأحلام كل ليلة معي
كل ليلة وليست زيارة كل شهر أو شهرين
فهلا أتيتني كل ليلة؟!
#رسائلمابعدالفقد
#هناء_مطر
الثلاثاء
١/٦/٢٠٢١
رحم الله والدك ادمعتي عيني علي والدي اللهم ارحم امواتنا أجمعين
إعجابإعجاب