اول مرة
لا اعرف سببا لاعتلال مزاجى وضيق صدرى فى هذا اليوم فهل تستشعر النفس آت لا يعلمه الا الله ام انها القيلولة التى اخذتها وانا غير معتاد عليها فتعكر المزاج .
يارب ما هذا الاحساس أللهم اجعله خيرا توضأت وصليت لله فهدأت نفسى الا قليلا واستعذت بالله.
جلست أمام التلفاز اتنقل بين قنواته .. لا اود مشاهدة قنوات اخبارية تزيد الهم ولا افلام سبق لى مشاهدتها عدة مرات واحفظ بعضها عن ظهر قلب ولا استحمل رؤيتها مرة اخرى خاصة اليوم .
طاف بمخيلتى الأصدقاء نعم صديقى المقرب جدا والذى طالما همس فى اذنى صباحا ياحلو صبح ياحلو طل وياصباح الخير ياللى معانا ورسم الابتسامة على وجهى بكلمتين وبس وشغل عقلى بعيلة مرزوق اين صديقى هذا ؟ اين وضعته ؟ بحثت فى ادراج المكتب والمكتبة حتى عثرت عليه يالها من وحشة وضعت له قلبه حجري قلم فانطلق صوته وكأنه يرحب بالصديق الغائب وأخذت ادير مؤشره حتى وصلت لمحطة الست ام كلثوم وكانت تشدو برائعتها ” لسه فاكر قلبى يديلك أمان والا فاكر كلمة هتعيد اللى كان والا نظرة توصل الشوق والحنان لسه فاكر كان زمان كان زمان كان زمان ” ياه ياست انه الزمان حينها قدرت ان الامر يحتاج كوب من الشاى وسيجارة . حضّرت فعلا كوب الشاى ووضعته على حرف النافذة وجلست على كرسى بجوارها ممدا قدمى مسترخيا فتعبر من خلالها نسمة جميلة مبشرة بخريف رائع واشعلت سيجارة واخذت انفث دخانها فى الهواء وأراقبه والست تشدو عادت ذاكرتى للزمان الفائت وتذكرت يوم ان كنت بالوحدة الريفية وجاءنى اول صاحب حالة يطلب منى الذهاب معه لم يكن هناك من وسيلة مواصلات الا الركايب وقد جاء الرجل بأحداها حمارا عليه سرجا مصنوعا بدقة وجمال ولجام كما الخيل فى حفلات العرس كانت المرة الاولى التى امتطى فيها ظهر دابة وماركبت سابقا الا الفيل فى حديقة الحيوان بالجيزة ورغم تجهيزه لهذا العمل الا انى كنت يومها خائفا ممسكا فى المقعد بكلتا يدى وما كررتها بعدها ابدا ، والان اصبح الامر واقعا ولا مفر من ان امتطى ظهر هذا الحمار فالمسافة بعيدة . توكلت على الله وبمساعدة الحاضرين تمكنت من الاستواء على ظهره وناولونى شنطتى وانطلقنا وحولى يسير الركوب ومنهم خفير الوحدة.
مشينا بمحازاة المصرف وعرجنا يمينا لداخل القرية ومررنا بها فى سلام وعلى جانبى الطريق الممتد يوجد منازل طينية متناثرة مفتوحة الابواب وفجأة انطلق من احد هذه الابواب كلبا واتجه للحمار ركوبتى وهو يهوهو بل يعوى وكأنه الشيطان فإذا بالحمار وقد افزعته المفاجأة يطيح بحمولته ، العبد لله، ويطلق سيقانه للريح فسقطت زرعا بصلا كما يقولون وتمددت على ظهرى وبجوارى شنطتى وانطلقت الاصوات
-الحق الدكتور الحق الدكتور
-ياساتر يارب
وسيدة تقف بأحد الابواب تردد ياعينى الراجل اتبهدل
امتدت الايادى وساعدونى على النهوض واخذت الملم نفسى وانفض التراب عنى واستويت على قدمى، احضروا الحمار مرة اخرى ورفضت ركوبه فهو ليس حمارا وفقط بل وجاهلا ايضا لا يعرف للناس اقدارها وبعد فاصل من المحايلة وافقت على ركوب حمارة الغفير رغم بساطة السرج عليها وشكلها البائس ولكن حمارتك العرجاء تغنيك.
وقد ذاع بالقرية خبر سقوط الدكتور كما شاع من قبل خبر سقوط روما بين العالمين
علت الابتسامة وجهى وانا ارانى فى هذا الموقف وذاك اليوم.
وبدأ الضيق يفارقنى وصدرى ينشرح وفجأة سمعت صوت زوجتى
-انت نمت
-هه
-انت نمت
-لا لا صاحى
-تشرب شاى ؟
بقولك تشرب شاى ؟
وبحركة غير ارادية اتجهت بنظرى الى الشباك وكوب الشاى عليه فلم اجد شيئا فتمالكت نفسى ورددت
-ايوه اشرب شاى وياسلام لو معاه سيجارة
-ومنين السيجارة وانت لا تدخن
هنا اصبحت فى كامل وعيي وانا اقول خير اللهم اجعله خير
د.ابراهيم محمد ابراهيم
جميله جدا ذكريات رائعه مع انك خلتني اضحك لدرجه الشقه المجاورة لنا ضحكوا لضحكي على وقوعك من على ظهر الحمار……. مقاله رائعه برجاء الزيادة
إعجابإعجاب
علقت من قبل لكن قالوا غير معروف
إعجابإعجاب