هناء مطر تكتب موسم تزاوج العصافير
بعد أذان الفجر وكعادته في باكورة الصباح ظل يشدو بصوته العالي لتتجمع حوله الإناث؛ فيستعرض أمامهن ذكورته ، لعل يقع بعضهن في غرامه، جاءت هي بصوتها الضعيف تسقسق بجواره لعله يلامس روحها، ولكنه نفر منها كما نفر منها الجميع و ظل ينقرها بمنقاره
ظلت تهمهم قائلة:- الرب ليس عادل، خلقنا ضعفاء، بيوتنا من القش، ذكورنا ليست مثل باقي ذكور كائناته
نظر لها بسخرية قائلا:- تعلمين جيدا أن ذكورنا لا تعاشر الإناث السكارى، نصحك الجميع بعدم الشرب من مياه النفايات ولكنك تحديت الجميع وشربتي حد الثمالة
كنت أروي ظمأي، لقد أرهقني الطيران وحدي
الجميع ظمأن وعَطَاشى، وحدك تغردين خارج السرب، ودائما ناقمة على أوضاعك، الآن تتهمين الرب بأنه ليس عادل؟!،
دائما تلقين على عاتق غيرك أخطائك
انظري حولك، الجميع يشقشق إلا أنت ضعيفة وجسدك واهن، الجميع يجمع القش ويبني بيوته للتزاوج
الذكور في جميع الكائنات تساعد إناثهم ولكنك وحدك فقط لا ترين الحقيقة دائما
ثم فجأة سمعت صوت فرخ صغير سقط من فوق عشه، ضعيف واهن، ترى من يستطيع إنقاذه؟!
وأثناء ذلك خرجت طفلة صغيرة تلعب بالكرة أمام بيتها، ووجدته كالرضيع ليس بيديه حيلة، فأسرعت إلى أبيها تشد يده قائلة:- سقطت عصفورة صغيرة
أسرع الأب وحمله برفق وأعاده لبيته قبل أن تلتقطه هرة
ضحك الزرزور الكبير وقال لها من أخرج الطفلة الآن؟!
من كان رحيم بكائناته؟!
أ حقا ما زلتِ تؤمنين أن الرب ليس رحيم و عادل؟!