علاء جابـر يكتب
” سمنودالمحطةالخامسةللعائلةالمقدسة”
( سمنود و مريم العذراء و ابنها المسيح عيسى عليه السلام )
إنه لشرف عظيم ان يزور أحد انبياء الله بلادنا التي نعيش عليها الان .. فقبل 2000 عاما زار كلا من السيد المسيح و السيدة مريم (منية سمنود ) و حدثت على أرضها أحد المعجزات التي ذكرها القرآن الكريم . وسكنا في مدينة ( سمنود ) سبعة عشر يوما بحسب الروايات الدينية المسيحية و ليست التاريخية.
– البداية .
بسقوط ملكة مصر ( كليوباترا ) آخر سلالة البطالمة وهزيمتها هي وزوجها مارك أنطوني على يد الرومان .. أصبحت مصر ولاية رومانية تابعة لروما و كان هذا بداية العصر الروماني .
و بعد ثلاثون عاما من حكمهم لأرض مصر ..
حدثت معجزة ( ميلاد السيد المسيح ) عيسى عليه السلام بن مريم العذراء _ في بلاد الشام ..
لكن مع مرور عاما و نصف فقط من ولادته
سافرت (السيدة مريم بإبنها و معهما يوسف النجار ) من بيت لحم بفلسطين إلى مصر هربا من بطش ملك اليهود (هيرودس) الذي قتل الكثير من الاطفال الرضع خوفا على ملكه من الهلاك و ذلك بعد أن أبلغ وفد من ( المجوس ) الملك هيرودس عن رؤيا لمولود ولد سيزيل حكمه و سيصبح ملكا على بنى اسرائيل .
قطعت مريم و طفلها رحلة شاقة بين الجبال و رمال الصحراء على ظهر حمار و برفقة يوسف النجار .
رحلة الهروب بدأتها من سيناء حتى جنوب و صعيد مصر مرت من خلالها بعدة محطات .. بحثا عن الأمان .. وكانت كثيرة التنقل خوفا من أن يتبعهم جنود هيرودس .
دخلت عن طريق رفح حتى وصلت الي الفرما ثم تل بسطا ثم مسطرد ثم بلبيس إلي أن وصلت إلى نهر النيل عند قرية ( ميت جناح ) و هي منية سمنود الأن ..
مكثت السيدة مريم و المسيح و رفيقهما يوسف النجار ( بمنية سمنود ) أربعة ايام. لم يكن الطفل عيسى عليه السلام قد تجاوز العامين لكن معجزاته كانت تصحبه بإذن من الله .
فقد ( أقام السيد المسيح ميتاً ) من أهل منية سمنود (أي أحيا ميتا بإذن الله ) ..
وهي معجزة ذكرها كتاب الله – القرأن الكريم – في قوله تعالى : ( وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ) آل عمران/49 .
إنتشر خبر هذه المعجزة بين جميع أهالي القرية في تعجب و إنبهار و سرور .. لكن لا عجب من معجزات طفل تكلم في المهد و ولد من دون أب و أمه بتول . فعلم أهل سمنود بهذا الأمر، مما جعلهم يخرجون لمقابلة العائلة بحفاوة شديدة ..
وعبـرت العــائلة نهـر النيــل الـى مـدينة ( سمنـود ) داخـل الدلتا واستقبلهم شعبها استقبـالاً حسنا .. وكانت كل أسرة تسارع لإستضافتهم فى منزلها .
وسكنت العذراء و طفلها عند بئر الماء الذي بنيت عليه الكنيسة الحالية و ما زال موجود حتى الأن وأهداها سكان المدينة ماجور كبير من حجر الجرانيت ، يقال أن السيدة العذراء عجنت به الخبز أثناء وجودها الذي إستمر بين 14 إلى 17 يوم ..
أحبت العائلة أهل المدينة الطيبين و شكرتهم السيدة مريم على حسن استقبالهم .
ومن مدينة سمنود رحلت العـائلة شمالاً بغــرب الـى منطقة البرلس حتى وصلت لمدينة ( سخا ) بكفــر الشيخ لتكمل رحلتها التي استمرت من ثلاثة لأربعة اعوام قبل ان تعود مرة اخرى الى فلسطين .
و اختلفت الأقاويل و الروايات عن هذه الرحلة و عن مسارها لكن هذا هو ما وثقه التاريخ القبطي في مصر. و حتى الان يوجد في كنيسة سمنود البئر و ماجور الطحين. و أن الكنيسة المبنية حاليا تم بناؤها على آثار الكنيسة القديمة والتي كانت تتعرض للغرق فى فترة الفيضان وكان المصلين وقتها يتعرضون لصعوبة فى الصلاة بسبب غرق الكنيسة بالمياه، ومع تجديد الكنيسة تم إقامة المبني الحالى فوق المبني القديم والذي استمر مئات السنين، حتى تم بناء المبني الحالي عام 1841م، وتم تجميع اجزاء من حامل الأيقونات من عدد من الكنائس القديمة، وتم ترميمه ترميم دقيق تحت إشراف وزارة الآثار.
ومع إعتماد بابا الفاتيكان مؤخرا حقيقة ( مسار العائلة المقدسة ) في مصر بأنه حقيقة ثابته و ليس لها مجالا للتشكيك ، أولت الحكومة المصرية اهتماما كبيرا بمحطات الرحلة و عملت على تطويرها استعداد لإستقبال زوار المسار من داخل مصر و توقعا لزيارة جنسيات مختلفه له. و كانت سمنود قد شهدت أعمال ترميم للكنيسة التي تحمل إسم “كنسية العذراء و الشهيد أبانوب ” و كذلك تجميل الحي المحيط بها، و افتتح السيد وزير الاثار د/ خالد العناني اعمال التطوير منذ أقل من عام.
دائما ما كانت سمنود حاضرة في كل العصور كمدينة مصرية قديمة تشارك في صنع التاريخ .. تبدلت ادوارها من مدينه الى عاصمة الدولة الى عاصمة اقليم الى مدينه عتيقة و كانت بطلة صفحات كثيرة من تاريخ مصر العظيم. إنها حقا أرض الأجداد.
#علاء_جابر
علاء جابـر يكتب ” سمنود_المحطة_الخامسة_للعائلة_المقدسة”

بالتوفيق و النجاح الدائمين يا استاذ
في انتظار باقي السلسله
إعجابإعجاب