إنچي مطاوع تكتب دعوة


إنچي مطاوع تكتب  دعوة
كانت تدعو: “اللهم هجرة إلى حياته”
وهو هناك بعيد بالروح، بعيد بالمسافات، يبكي وحدته، ينوح شوقه المكتسح لجفاء واقعه، ينوء بغرامه المسلوب الإرادة، بعيد..
بعيد يرجو قطرات لقاء تطفئ لهيب حنينه، يتلهف لكلمة تغمر بحار الصمت فتحليها.
قالت له:
“هوِّن عليكَ، فالقلب واحد، العمر واحد، الرب واحد قادر على كليهما”
فأجاب بوضاعة:
“وإن غيبتك الحياة يبقى القلب بالود يحن”.
رأته قد بخل بكلمة انتظرتها منه لأيام وشهور، ربما ظن انتقاص رجولته إن قالها، إن زرعها على جسدها وردات وزهور، وربما ظن أنها باهتة جدًا، لا تعبر عما يجتاحه نحوها، لكنها كانت..
تنتظرها، تريدها، دونها استشعرت الرخص والابتذال، هو يرى أنه لم يضن ليُتهم؛ هي لم تفهم لتغفر، هما قاسيان رغم الحب، أضاعا بهجة اللقاء بظنون مقززة، أرسلت له:
– لا نغادر لأننا نكره، نغادر لأننا نخشى أن نكره
ثم فرت منه، فالحياة توحدنا أحيانًا مع أكثر ما يوجعنا؛ لنتجاوز الأيام، أو ربما هي ما تتجاوزنا، نتوحد مع الألم ليتكتل ويُحني ظهورنا، يدفعنا نحو هلاك خاص، هلاك حرق الأيام لتشتعل النهاية بنا لأننا معذبين بفراق حتمي.
بكت، وشوشت ليلها، لا سبيل لتحقيق حلمي، وواقع باسط عباءته بقسوة، لا شيء يرشيني ويغويني لأرضى بمقادير تفعل عكس هوايا، جسد مسحول، عبد لِغلاظ الروح ممن يحتقرونه، روح منهكة بين هياكل عظمية متجبرة تضيع آمالها في حياة كريمة.
تمنت لو أخبرته:
“أهرُب منكَ إليكَ فألتقيكَ، بكل وعي يكون اللجوء، وبكل حب يكون الاحتماء، وبكل لطف يكون الود، فلا مجال للسكر أو الثمالة فما أحلى السقوط بعد الضلال داخل أسوار أمانكَ بكل وعي”.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.