#قرأتلكالفكر_الحر
كتاب ربيع بلا زهور…للكاتب رائف محمد
-ربيع بلا زهور- عنوان رائع و موفق و كم من ربيع بلا زهور علي كل المستويات.
ربيع بلا زهور قصة بسيطة اعتيادية، قصة كل يوم. منذ أن كان هناك آدم و حواء ، منذ أن كان هناك حب و جفاء ، لقاء و افتراق، حياة و لا حياه. و لذلك هي قصة حقيقية في موضوعها.
اللغة سهلة و بسيطة جدا لا تكلف فيها. يناقش فيها فكرة الحب الأول – حب المراهقة – و احتياج الشاب و الفتاة لاشباع تلك الرغبة في أن يجد من يسمعه و يراه بعين المحب و كيف أن القدر هو المتحكم في كل شئ و لا يد للانسان في ذلك. فكما وضع القدر الفتاة في طريق الشاب و أحبا بعضهما , فالقدر أيضا من وضع حدا لتلك العلاقة دون أن يترك لأي من البطلين و لو نصف فرصة لتقرير المصير.
الحبكة بسيطة و ليس هناك أي مفاجآت مقلقة للقارئ , حيث يري القارئ النهاية مع أول سطر من القصة.
و لأنها قصة حقيقية كما نوه المؤلف , و هو أمر جيد أن نحكي الحقيقة و لكن حتي سرد الحقائق يحتاج لبعض التوابل.
كان لابد أن يضع فيها بصمته ككاتب حتي و إن أضاف أحداث ثانوية و صراعات جانبية غير حقيقية و ربما عقدة أخري تزيد تعلق القارئ بأبطال القصة و تخدم هدفه العام مما يريد قوله أو إيصاله باستخدام ملكته الأدبية ككاتب لإضافة بعد أدبي و بديعي للنص الحقيقي. فالحقيقة تقال في سطور قليلة بألفاظ مباشرة و لا أحد يحب أن يقرأ الحقيقة بشكل مباشر في عمل أدبي, بل يريد أن يستشفها و يبحث عنها بين السطور.
و أقلقني الخط الزمني للعمل فشعرت أن الوقت غير منضبط قليلا و لو أن ذلك لن يؤثر علي القصة لأنها قصيرة و لا تتشابك فيها الاحداث.
ربيع بلا زهور قصة تحكي المشاعر و لا تحكي مواقف , يكتب فيها المؤلف عن ما جال بقلوب أبطاله بعين القلب لا بعين النظر و لذلك و بالرغم من أنها أحداث حقيقية, رأينا خط سير القصة لا علاقة بالواقع المحيط تماما و إنما حكي لنا المؤلف إحساسا و ليس أحداثـا. فالعقل في القصة شبه غائب يتحكم فيه القلب و يسيره كما يحلو له و متي أراد ذلك , و كما قال في الفصل الأول ” من قال أن العاشق يمتلك عقلا !” و يقول ” حين تصل إلى الحب الحقيقي ستجد نفسك مجنونا”
و تنتهي القصة كما بدأت .. فـالإهداء في بداية القصة كان هو نهايتها.
#Garrahi