عادل غالي يكتب/
أكذوبة الماضي
اليوم تيقنتُ بأنني كنت أحيا في أكذوبة الماضي اللاذعة، وذلك حينما أفقتُ فجأة من موتتي الصغرى التي لبستُ فيها سنوات طوال دون اكتراث من أمري، سنوات عجاف مرت على فؤادي الحالك الذي أفنى من أثر اللوعات الكاذبة، والتي كانت قائمة في يوم ما بقلب شخص اكتظ بالسواد القاتم، فأصبحتُ من بعدها غثاء أحوى، مشرد بأفكاري المنبثقة من ثنايا أفعاله المتوالية، مهزوم برايات النصر التي ظننت بأنها ستكون ربيع حياتي. جاءت نحوي تلك الفتاة متقدمة بخطى شبل أراد النهوض في دوامات الحياة المتقلبة، جاءت نحوي كي تختبأ تحت عباءة فؤادي اللامعة، والتي حدثتني وقتها بدمع عينيها المكحلة بأنها تريد أن تستمد مني إكسير الحياة كي يمتزج رحيقي مع ظمأ عطشها، والتي من بعدها سنحيا سويًا في دنيا البقاء والخلود، ولكن في نهاية المطاف تبين أنها مجرد أضغاث أحلام كنتُ مصدقًا لها، لقد رحلت عني دون مقدمات واضحة، وتركتني ثَمل في طرقاتِ السكارى المترنحين، أعاني من أثر شمسها الحارقة التي لفحت وجهي بشعاع ضوء تأثيره كبركان، انصهر فجأة في باطن الأرض فأخرج حمم بركانية متناثرة أدت إلى التلاشي، بل الهلاك. لا أعلم لمَ أتت؟ ولما ذهبت؟ هل جاءت واقتربت مني كي أكون محللُ لعلاقة حب ساكنة داخلها وبعد انقضاءها ستغادر إلى حبيبها العالق بين وجدانها، أم جاءت من أجل الحياة التي ظنتها معي، فتبين لها بأنني مجرد بقايا إنسان، غير قادرٍ على احتواء الذات، وبالأخص لو كانت أنثى يافعة مرسومة بريشة فنان يهوى رسم الفتيات الحسناوات كمثلها، أريدها أن تأتي إليَّ ثانيةً كي تجبني على سؤالي الذي أفسد عقلي، فجعلني كمختل عقلي فقد صوابه نتيجة صدمات متقاربة هشمت بنيانه، فأصبح يجول في أرض خاوية ليس لها معالم أو تضاريس بارزة.
#أكذوبةالماضيعادل_غالي
تم التدقيق بواسطة نورين محمد.