_إسراء البكري تكتب
_صورة معكوسة
_ قالتها في شغف..
قالت: “كُنتُ أُقِيم هُنا فِي تِلك النُقطة البَعيِدة.. كَانت شُرفتي تُطِل عَلى نَهرٍ صَافي، يَملئ بِقاعه صُورة لِشمس مُنعكسة، وبِجوارها يَمينًا نَخلة كُنتَ أَستظِل أَنا تَحتها وَقتما كُنت أَعشق التَحديِق بِالطبيعة.. كُنت أَعشق أَن أُلقي بِالحجارة الصغيرة فِي قَاع الماء، وأَستمتع وأَنا أَسمع صُوتَ ارتطامها بِسطح الماء، وأَستمتع أَيضًا أَكثر وَأَنا أَرى تِلكَ البُؤرَة وَهِي تَتَحوُل إِلى بُؤرات مُختلِفة الأَحجَام؛ مِن حَيثُ الأَكبر إِلى الأَصغر..
كَانت ابتسامتِي لا تُفارقنِي إِلى أَن يَنتهِي ذَاكَ المشهد..
وَعن اليَسار تَرى صُورتِي وأَنا أَطُل مِن شُرفتِي، وَلكنها كَانت صُورة مُشوشة، غِير وَاضحة، كَان كُل شَيء وَاضح بِتلكَ اللوُحة الطَبِيعية المَعكوُسَة إِلا صُورتِي أَنا، صُورة تَعكس كُل شَيء مِن الجَماد استَطَاع أَن يَأخُذ حَقَه فِي الطَبِيعة.. إِلا صُورتِي أَنا..
الآن أَيقنت لِماذا لَم تَأخُذ صُورتِي حَقها فِي الطَبِيعة؟
لأنهُ مَن يَملُك قَلبًا صَافِيًا لا يَحق لَهُ أَن يَأخُذ الصَفاء فِي مَكانٍ آخر..
هَكذا هُو عَدل الحَيَاةِ”.
تدقيق لغوي/ شيماء جابر