الكاتب أحمد عيد يكتب فقدان


بعدما ماتت زوجته أو بالأحرى قتلوها. كان كل يوم يستيقظ صباحًا وقد أخذ القرار لقتل نفسه، يشحذ سيفه جيدـا بالليل قبل نومه، يُرتب غرفته حتى يتركها نظيفة، يُجهز خِنجره ويُلمع درعه.
ولكنه كان يمتلك في نفسه من الجُبن ما يكفي ليمنعه من قتل نفسه، كان كُلما اقترب نصل السيف منه وسلم أمره، تقهقر وترتعد أوصاله وفرائسه؛ فيترك سيفه مُلقى على الأرض وقلبه ينبض حُزنا وحسرة، لم يستطع أن يلحق بها!
يخرج كل يوم من بيته حاملًا سيفه ودرعه وخيبة أمله فوق ظهره، كل يوم يدخل معركة جديده متمنيًا أن يجد من يستطيع قتله، تمنى لو وجد من يُضاهيه قوة وعنفوانًا وغضبًا حتى يستطيع قتله وإراحة باله من كل هذا، أن يُوصله أحدهم إلى غايته دونما تعب.
ولكنه أيضًا كان يحمل في روحه من الشجاعة والفتوة والغضب ما يجعله غير قادر على ترك نفسه ليقتله أحدهم، ففي خِضم تفكيره لاستقبال الموت كان يقاوم، فيمنع أي سيف أن يصل إليه أو ضربة رمح أن تصيبه.
كان يري في كل الوجوه التي واجهته الموت، كأنه تجسد فيهم، فيجد نفسه ينتقم منه لأنه أخذ منه زوجته، تمنى لو كان في روحه نفس الجُبن الذي يمنعه من قتل نفسه كل صباح، حتى يلقى حتفه ويلقاها.
وكل مساء يعود إلى فراشه، يشرب كأسًا من الجعة ويشحذ سيفه ويرتب غرفته ويلمع درعه وخنجره، وينوي قتل نفسه في الصباح، وكل يوم ينام وقد اتخذ قرارًا نهائيًا.
تم التدقيق بواسطة نورين محمد.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.