د.ابراهيم محمد ابراهيم يكتب : جار النبى الحلو

د.ابراهيم محمد ابراهيم
يكتب : جار النبى الحلو

منذ عرفت قدماى طريق معرض الكتاب السنوى وكنت حريصا الا تفوتنى اى دورة انعقاد له اذهب مرة واثنتان وثلاث اطوف بين اجنحته الكثيرة كزهرة ترشف من الكتب المتنوعة المعروضة فى كل ركن فالمعرفة هى زاد الحياة والقراءة هى زاد العقل ومازادت القراءة صاحبها الا حكمة ورجاحة عقل وزانته بحلو الحكى وجمال التعبير.
حافظت على هذه الزيارات المتكررة وكنت اشترى من الكتب ما ارى انه يجب ان يكون بجانبى يؤنس وحشتى ويشغل فراغى حتى زاد عدد الكتب فاضطررت ان اشترى لها مكتبة كبيرة استوعبتها بالكاد وصار لزاما على ان اداعبها بين الحين والآخر واختار منها ما أقرأه.
وتقدم العمر وما عادت قدماى قادرة على ان تحملنى فى هذه الزيارات الشاقة فاقتصرت على مرة واحدة ولبعض الاجنحة حتى توقفت تماما فى السنوات الاخيرة.
اما عن شراء الكتب فحدث ولا حرج ارتفعت اسعارها بدرجة كبيرة وصارت تحتاج ميزانية مخصوصة والاهم أنى لى ان اشترى كتب واين اضعها فاقتصر شرائي للكتب فى الزيارات الاخيرة على قليل من الكتب التى اجدها امامي وتلفت انتباهي وبسعر مناسب من هذه الكتب وجدت كتاب اسمه “حكايات جار النبى الحلو ” لفت العنوان نظرى وعلى الفور استدعت الذاكرة حكاية الجار اليهودى الذى كان يضع القاذورات امام منزل النبى صلى الله عليه وسلم وما الى آخر هذه الرواية وقلت فى نفسى تعرف قصة الجار السىء فلتعرف قصة الجار الحلو .
اشتريت الكتاب وأخذ مكانه صف ثان فى المكتبة ونسيته حتى عثرت عليه اخيرا وقررت مطالعته.
ياللهول ويالها من مفاجأة ، الكتاب ليس له علاقة من قريب او بعيد بما تخيلته وقتها ولكن جار النبى الحلو هو اسم الكاتب. والكتاب يحكى فيه الكاتب ذكريات طفولته ويصف البيئة التى تربى فيها والمفارقات التى قابلته ،الكتاب مسلى ولكن خاب ظنى.
كم فى حياتنا من افكار نعيش بها نحتضنها ونحافظ عليها وقد تصبح من المقدسات حتى تأتينا فرصة التجربة فنجد عالما مختلفا جديدا.
د.ابراهيم محمد ابراهيم