الإدريسي نعيم اللومان يكتب “سيمفونية الضاد”
ما أبئس الإنجليز وما أتعس مفرداتهم
ففي عز اتقاد ساعة الغرام قالت له “أحبك” فأجابها بوله “I love you too”.
ويحك “I love you too” فقط!
فأفقر العرب لغةً يُجيب “أنا مو بس بحبك، أنا بموت فيك، أنا بعشقك، أنا بتنفسك”.
طبعاً تلك ليست مجرد عبارات غزل أو مجاملات هامشية أو نبرةٌ مُبالغٌ فيها وإنما كل ما في الأمر أننا عرب، وما سُمينا عربًا إلا لأن لغتنا ليّنةً مطواعةً تُعرب عن كل ما يجول في خاطر صاحبها وبمنتهى البوح، والأمر لا يُختصر بحالات الحب فقط، بل يتجسد عميقًا حتى في الكُره وما أكثر عبارات الرندحة والولولة والطعن، فعيشوا عربًا ولا تُكلّفوا أنفسكم عناء البحث عن مفرداتكم؛ فلغتكم ترجمانٌ صادق إن امتزجت أقلامكم بأجسادكم وغدت إصبعًا مثبّتًا في راحاتكم
بل ومن شدة براعة العرب في تطويع لغتهم ألزموا أنفسهم فوق ما يلزم فقط لكي يتنافسوا ويتمايزوا فيما بينهم، فضلًا عن إظهار علو كعب لغتهم عمّا سواها، في إجراءٍ يُشبه “اختيار نخبة النخبة”، وذلك بأن اخترعوا فنًّا اسموه “الشعر العربي”، وألزموا من يفكّر في أن يجاريهم فيه بأن يُجرّب نفسه بالخوض في أبحره وأن يجري في سواقيه على أن تصُبّ كل ساقيةٍ في بُستان، وأن يُنشئ كل بستانٍ أشجارًا لا تشبه بعضها بعضًا، ورغم تباينها إلا أنها تُشكّل في مجموعها سيمفونيةً متناغمةً آسرة، وعلاوة على ذلك كل شجرةٍ تطرحُ ثمرًا طيبًا لم يأتي أحدٌ بمثل حلاوته ولا بمثل طلاوته من قبل، إنها العربية.. إنها سحرُ أن تكون عن دون العباد ناطقًا بالضاد.
ودمتم.
الإدريسي نعيم اللومان.
تم التدقيق بواسطة نورين محمد
الإدريسي نعيم اللومان يكتب “سيمفونية الضاد”

❤❤❤
إعجابإعجاب