الكاتب أيمن موسى يكتب في حاجة غلط2


في حاجة غلط 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بالثمانينات من القرن الماضي إهتزت مصر بل والوطن العربي بأكمله على وقع جريمة صادمة إهتزت لها المشاعر وبكت لها الضمائر.
سميحة عبدالحميد محمد زوجة تقتل زوجها من ثم تقوم بتهشيم جمجمته وتقطيع جثته ووضعها ب 20 كيس ليخلو لها الجو مع عشيقها ربما كانت الأولى بفعلتها ولكنها أبدًا لم تكن الأخيرة وأنا هنا لست بصدد مناقشة الجريمة أو القاتلة أو حتى الأسباب ولكنني أحاول إلقاء الضوء على ردود الأفعال.
وقتها كانت الجريمة بكل ملابساتها أمر نادر الحدوث إستهجنه الجميع وأصاب أطياف المجتمع المصري وبل والوطن العربي كله بالصدمة حتى أن السينما تناولت ما حدث وعالجته كفيلم سينمائي بعنوان ( المرأة والساطور ) وظلت الجريمة أمر نادر الحدوث بل وشاذ يتندر به الأزواج فيما بينهم حتى وقتنا هذا خاصة عندما تطلب الزوجة من زوجها إحضار أكياس بلاستيكية.
والأن ماذا حدث؟ فها نحن كل يوم تطالعنا الصحف بجرائم تشيب لها الولدان ولكننا لا نحرك ساكنًا ولا تصيبنا الصدمة أو حتى الدهشة!
فهل وقعنا في فخ الإعتياد؟ وما أسوأ أن نعتاد القبح ونستسيغه!
هل أصبحت الجريمة هى القاعدة وما دونها إستثناء؟
كثرت وتعددت أنواع الجرائم فهذه فتاة لم تكمل عقدها الثاني تقتل والديها لتقترن بمن أوهمها بالحب وهذا شاب يقتل جده أو جدته ليحصل على جنيهات معدودة ظنا منه أنها تحويشة عمرهم وأبناء يلقون بوالديهم إلى الشارع للزواج بشقتهم.
قاتلة زوجها الأولى ( سميحة) قتلت زوجها فقط من أجل عشيقها والأن تقتل الزوجة زوجها وجميع أولادها من أجل العشيق ولا أحد يهتم!
وها نحن الأن نقرأ ونتابع وتطالعنا الصحف بجرائم قتل أبطالها ليسو بجهلة أو أصحاب مهن تقليدية أو حرف بسيطة فالجاني الأن أصبح بدرجة طبيب ومهندس ومحاسب وصيدلي والقاتلة أصبحت حاصلة على ليسانس وماجستير ودكتوراه!
ترى أين الخلل؟ وكيف نعالج أثاره السلبية؟ بروايتي ( حلم عابر ) ألقيت الضوء على مشكلة أطفال الشوارع والتي حذرت من خلالها أنهم سيتحولون لقنابل موقوتة ستنفجر ذات يوم قريب بوجه المجتمع بأكمله.
والأن أنصح محذرًا فالشارع لم يصبح هو بؤرة الفساد الوحيدة ولم يعد هو الأسوأ بل هناك ما يفوقه سوء وتدني أخلاقي وأنا أقصد بهذا تلك المنصات الألكترونية وما شابهها والتي تجلس عليها الفتيات بالساعات وربما طوال اليوم مثل تيك توك وسناب شات ومنصات التعارف (دعارة مقننة) وما خفى كان أعظم.
علينا أن ندرك يا سادة أن أمتنا العربية مستهدفة وخاصة الفتيات فهن أمهات المستقبل وإذا فسدت الأم فسد المجتمع بجميع أطيافه
أفيقوا يرحمكم الله أفيقوا وانتبهوا قبل فوات الآوان..

أيمن موسى

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.