الكاتب أيمن موسى يكتب  في حاجة غلط 3


أيمن موسى يكتب
في حاجة غلط 3
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتشابه الحياة إلي حد ما مع مزحة قد تكون سخيفة بعض الشئ إلا أنها أصبحت واقع نعيشه بل وإسلوب حياة.
تقول المزحة سأل أحدهم رفيقه
أيهما أكثر إفادة للبشر ( الشمس ) أم ( القمر ) وبعد أن فكر الرجل مليا وبعمق وكأنه فيلسوف يدرس مسألة صعبة أو عالم يكتب للبشرية نظرية جديدة قال بجدية أعتقد أن ( القمر ) أكثر فائدة وذلك لأنه يأتي ليلًا حيث يحل الظلام ومن خلال ضوءه الساطع تنجلي ظلمة الليل ليستطرد قائلًا بجدية أما ( الشمس ) يا صديقي فهي تأتي بالنهار حيث يتلاشى الظلام فلا حاجة لنا بنورها.
وعند هذا الحد تنتهي هذه المزحة والتي ورغم سطحية التفكير وبلاهة المنطق إلا أننا نتعامل بكثير من الأحيان
بنفس المنطق ونفس التفكير العقيم!
من منا لا يتواجد بحياته الكثير من الأشخاص فهم يحيطون بنا من كل جانب ولكننا وللأسف وبالكثير من الأحيان لا ندرك قيمتهم أو أهمية وجودهم بحياتنا فقط لأنهم متواجدون دوما بجانبنا.
ربما صادف احدكم تلك الزوجة التي تتذمر من زوجها وتظن أنه إبتلاء رب العالمين لها بالدنيا وربما تراه تكفيرًا عن ذنوبها بالدنيا.
مثل هذه الزوجة تعمى إلا أن تري الجانب المظلم وإن سألتها عن ميزة واحدة بزوجها ربما تشيح عنك بعيدًا ببصرها وهى تقول لم أجد منه أي خير. سنوات طويلة بينهم لا تذكر له بهذه السنوات ما يشفع له عندها قد يكون هذا ببعض الحلالات نكرانًا أو سوء معشر ولكن وبنسبة كبيرة يعود السبب للإعتياد فالزوجة هنا تكون إعتادت تواجد الزوج وألفته حتى ظنته حق مكتسب بالحياة.
هل تخيلت هذه الزوجة حياتها بدون هذا الزوج؟
ربما لو أعادت التفكير وتخيلت لبعض الوقت عدم وجوده لاختلفت نظرتها له وللحياة.
كذلك هناك نموذج الزوج الذي يهمل زوجته ويتجاهلها فلا يقدر قيمتها وروعة وجودها بحياته.
بل يكاد يقسم أنها سبب كل مشاكله بالحياة فهى تختلق النكد وتتفنن بإختلاق المشاكل وربما كانت سبب السكري والضغط وأمراض القلب وما ترك أية نقيصة إلا وألصقها بها بينما لو فكر بموضوعية وأنصف لعلم أن كم المشاكل والعقبات ومعوقات الحياة التي تتحملها الزوجة يوميًا حتي دون أن تخبره بذلك أو يشعر به لاختلفت نظرته لها والقيمة تواجدها بجواره.
من منا لم يغضب من والديه بمرحلة ما من مراحل حياته لأنهم منعوا عنه شيئا أحبه أو أمروه بشئ لا يوافق هواه؟
من منا لم ينظر لهم على أنهم مصدر للأمر والنهي فقط وقيود بلا نهاية!
من منا لم يتمنى تلك اللحظة التي يكبر فيها ليستقل ويتحرر من تلك القيود؟
ربما لو أمعنا التفكير وقتها ولو قليلًا لعلمنا أنهم فقط يحموننا من شرور أنفسنا هم فقط لا يريدون لنا أن نقع بنفس الأخطاء التي وقعوا فيها بل ويريدوننا أفضل منهم ،
الأخ مع أخته تراه قيد وعقبه بطريق حريتها لا تذهبي لا تخرجي لا تتحدثي
ربما يكون قاسيًا قليلًا أو متجاوزًا ببعض الأحيان ولكنه لا يريد لها إلا الخير هو فقط يراها ويريدها أميرة وملكة وجوهرة يجب أن يحافظ عليها حتى تجد من يقدر قيمتها.
لنا أصدقاء لا ندرك روعة وجودهم بالحياة فقط لأنهم دومًا معنا يفرحون لفرحنا يحزنون ويتألمون من أجلنا دون أي مقابل أو انتظارًا لكلمة شكر ربما تسقط الأقنعة عن بعضهم بوقت ما ولكن مما لا شك فيه أن البعض يبقى كما عرفناه أول مرة.
لماذا لا ندرك قيمة من يشاركوننا الحياة فقط لأنهم بجانبنا ومعنا؟
رفقًا بمن تحبون رفقًا بمن يتحملون الكثير من أجلنا رفقًا بقلوب تتألم ولا تتكلم رفقًا بهؤلاء الجنود المجهولون فهم لا يريدون كلمة شكر أو رد للجميل
ربما فقط ما يريدونه منا هو أن نمنحهم نظرة رضا مقابل سعادة هم كانوا سببها ومنحوها لنا عن طيب خاطر.
لماذا يجب أن نفقدهم حتي ندرك قيمتهم؟
هل يجب أن يغيبهم الموت حتى نتمني لو يعود الزمان بنا للحظات لنعبر لهم عن حبنا وتقديرنا لهم؟
للأسف الزمان لن يعود ولن نستطيع أن نخبرهم بما حرمناهم منه وهم بالقرب منا وهم يعيشون بيننا ومعنا وعندما كانوا بحاجة لهذه المشاعر والتي لم تكن ستكلفنا إلا القليل من الحب والإنصاف.
عفوًا كانت لديكم فرصة ولكنكم أضعتموها بكبركم وعنادكم بل وبغباءكم والأن فليظل الندم حليفكم حتى الملتقى عند عزيز مقتدر.
فلكل شخص ما زالت لديه الفرصة سانحة حذار أن تفقدها أو تضيعها من بين يديك فهي لن تعود مرة أخري وإن حرصت
حقًا لن تعود…

أيمن موسى

الإعلان

1 Comment

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.