جَمْعِينَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا سَنَلْتَقِي شَخْصًا
تَرْتَعِدُ الرُّوحُ عِنْدَ ذِكْرَاه
يُشْبِهُنَا حَدَّ التَّطَابُقِ وَالتَّمَاثُلِ
لَا تَنْسَاهُ الذَّاكِرة..وَالْعَجِيبُ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ يَوْما لنَا
هُوَ رَحْمَةٌ إِلَهِيَّة لَكِنَّهَا رَحْمَةٌ حَارِقَة وَجَارِفة
سَتَكونُ بِهِ جَمِيعُ الْمُوَاصَفَاتِ الَّتِى نَقَشَهَا قَلْبُكَ فِي عَقْلِكَ..
لَكِنَّكَ سَتَبْقَى تَرَدُّدَ “هُوَ لَيْسَ لِي ”
هُوَ الشَّخْصُ الْمُنَاسِبُ لَكِنْه اتى فِي الْمَكَانِ وَالزَّمَنِ الْخَاطِئَيْن
تَخْشَى التَّعَلُّقَ بِهِ لَكِنَّكَ بِالْفِعْلِ تَعَلَّقْتَ وَانْتَهَى بِكَ الْمَطَافُ بَيْنَ شَفَرَاتِ لُعْبَة مجْنونة
فِي الْكَثِيرِ مِنْ الَاحِيَانِ سَتَشْتُمُ الصُّدَفَ الَّتِي جَمَعْتْكَ بِهِ وَتَلْعَنُهَا فِي كُلِّ خُطْوَةٍ ثَقِيلَة تَخْطُوها و
سَتُحَاصِرُكَ الذِّكْرَيَاتُ مِنْ كُلِّ اتِّجَاهٍ
وَتَنْطَلِقُ بَعْدَهَا رِحْلَةٌ مِنْ الشَّقَاءِ وَالْمَتَاعِبِ أوَّلا
يَتَآكَلُ جَسَدكُ ثانيا
يَنْهَشُ الْجَفَاءُ لَيالِيك
وَلَا احْدَ مِنْ الْمُقَرَّبِين يَنْتَبِهُ اوْ يُشْعر
ثالثا تَتَأْلَمُ وَرُبَّمَا تَتَوَقَّفُ بُرْهَةً عَنِ التَّأَقُّلُمِ
رابعا تَقِفُ امَامَ الْمِرْآةِ فتكْتَشِف انَّكَ شَخْص آخر لَاتُشْبه ذَاتِكَ الْقَدِيمَة
رُبَّمَا الَّان أَنْتَ كُتْلَة خَامِدَة
او غَيْمَة عَابِرَة
أخيرا
تقَرر الِابْتِعَاد ٫الِانْفِلَات
اوْ حَتَّى الِانْحِنَاء لَانْكَ لَنْ تقَدرَ انْ تَقْتَرِبَ خُطْوَةً أَمَامَه
والْيَوْمَ بعد عملية الاستهلاك تكتشفك انْك نُسْخَة حَمْقَاء تَرْكَضُ وَلَا تَجْنِي إِلَّا الْخَرَابَ
وما زادا خرابك وضياعك ان هذه الروح لم تعد
صَالِحَة لِلْقَطْفِ بَعْدَ مُرُورِهَا بِفَصْلِ الذُّبُولِ..
لِذَلِكَ حَمَلَتْ جَلَابِيبُ خيْبَاتِكَ وَرَحَلْتْ بعيدا الى اخر المدى مرددا”لو عرفنا النهايات لتجنبنا الكثير من البدايات رغم روعتها”
أماني المحمدي
“ثنايا الذاكرة”