صفاء المنطاوي تكتب لم تعد في حاضري
وكنت أعتقد أنك العوض
جعلتني أضحك خلف شاشة
من قلب أغلق بابه
سجن نفسه بين ألف جدار
وكل جدارٍ أضخم من الذي قبله
وأعتقد أنّ السهم لمْ يصبْه
وأنه من يُصيب فقط
فقد حصّن نفسه
لكنه أخطأ في التقدير أيضا
تسللتَ إلى قلبه وأحسنتَ التسلل
بل سكنتَ رغم التحصنِ
وباتتْ الشرايين تنبض
باسمك قبل نطقه
لا أعلم ماذا حدث
كل خططي باءت بالفشل
لكي أتخلص من تعلقي
الذي أصبح مرضي
كنت أتنظر الصباح لأسمع صوتك
أو حتى أرى منك رسالة
ويومي لا يكتمل دون سرد تفاصيله
والليل لا يتجمل وقمره لا يسطع
ونجومه لا تلمع دون رؤيتك حتى ولو كانت صورة
أصبحتَ شغلي الشاغل
والهاتفُ لا يفارق يدي
كل هذا بدافع الشغف
ومع الأيام أدمنتُ وجودك
ومع الوقت خنتَ عهودَك
وأنا التي وثقتُ بك
واعتقدتُ أنك مختلف
وأنك من أحب بصدق
ولكني أسأت الظن
وعرفت أنك مثلهم
تتقن التمثيل وبعتني من أول جولة
وياليتني أستحق فقد بعت قلبي البتول
وعاملته معاملة الأوغاد وكل ذنبه الصدق
فقد نال منه الزمن وأكملتَ أنت على ما تبقى منه
ولكني رغم كل شيء لم أستطع كرهك
فمن أحب بصدق لن ينال منه البغض
يكفي الفراق حتى بدون عتاب
ليس لأنك لا تستحق
بل لتفادي الكذب
فقد سئمت من المواجهات
لان نهايتها لا شيء
وأنا تعبت من الحزن وخيانة الأقرب
فما كان مني إلا تفادي اللقاء
لأني لا أريد فتح الباب ثانيا
فأنا أخاف الضعف
لأنه من سماتي عندما أحب وأتعلق
وتبقى ذكرياتي هي كل ما تبقى
لي معك فأنت لم تعد في الحاضر.
كلام جميل في حين تمتلك المرآة السطو على قلب الرجل ولا تستطيع السطو على الفكر الحي فالمرآة لها مميزاتها و العقل السليم في الجسم السليم ولا حياة لمن تنادي فالقلوب متشابهة والافكار مختلفة عن تلك الواقع الاليم
إعجابإعجاب